أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والستـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثانية والستون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*البلاء موكّل بالمنح والعطاء:

وكأن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام :

( أتدري يا إبراهيم لم سميتك خليلاً ؟ قال : لا .. قال : لأنك جعلت بدنك للنيران وولدك للقربان ومالك للضيفان وقلبك للرحمن ) .

  وهكذا يكون الإختبار .. لهؤلاء الانبياء والأصفياء من الله عزوجلّ،

ألقي في النار وترك بلده وهاجر وولده الذي أنجبه بعد عناء وليس له ولداً غيره، فقال له : ألقه في الصحراء الجرداء .. وابتلي زوجته بفرعون وإبتلاه بأنواع البلاء .. ألس هذا إبتلاء ؟

وعندما رآه راضياً عن أمر الله غير ساخط أو متبرّم على فعل الله إجتباه وحباه وأدناه وألبسه حُلّة الخُلّة عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام

وهذا سرّ إبتلاء المصطفين .. وهو أمرٌ عجيب يبتليهم ربنا لماذا ؟ لكي

يصفيهم ولكي يخلصهم من كل الأفات فلا يكون في القلب إلا الله عزوجلّ

.[ الأنترنت – موقع  فوزي ابو زيد  - البلاء موكّل بالمنح والعطاء ]

* من عطاء البلاء! :

نداء إلى أهل الإيمان واليقين من عباد الله وعبيده شاؤوا أم أبوا: لا تبحثوا في البلاء النازل بكم عن الألم والشقاء،بل ابحثوا فيه عن اللطف في القضاء

، فكل بلاء مهما اشتد ألمه، وصعب احتماله يحمل في طياته عطاء غير  مقطوع ولا ممنوع ولا مجذوذ، ورددوا قوله تعالى:

«.. لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم..» النور/11.

وتدبروا قوله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» (البقرة/216)، وتطبيقًا لهذه السنة الإلهية التي لن تتغير ولن تتبدل، قال الله تعالى: «ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير» الشورى/27.

إذن، فقد يكون في بسط الرزق ما يظنه العبد خيرًا له، ولكنه في علم الله

تعالى الأزلي شر له، لعلمه سبحانه بأحوال العباد وما يصلحهم وما يفسدهم، ولهذا فقد يكون في المنع كمال العطاء، والعبد لا يعلم ذلك.

والرزق رزقان: رزق سلب، ورزق إيجاب كما يقول الشيخ محمد متولي

الشعراوي في إحدى خواطره الإيمانية، فمثلاً قد يرقى الموظف ويعطى علاوة مالية، فهذا رزق الإيجاب، وقد تتخطاه الترقية إلى غيره، لكن الله تعالى لا يفتح له أبوابًا جديدة في الصرف، فلا يبتليه مثلا بأمراض تأخذ معظم دخله، فيكون هذا رزق السلب، لكن الإنسان ينحصر همه فقط

 فيما يأتيه من رزق الإيجاب ولا يلتفت إلى رزق السلب!

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته