أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الستـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الستون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*البلاء موكّل بالمنح والعطاء :

فيكون السالك يا إخوانا هو الذي توّحد مطلوبه وجعل مطلبه هو وجه

الله عزوجلّ وهذا مادام لم يُحصّل هذا المشهد، هل يسكن ولا يكسّل ولا يتقاعد .. لا .. لا يكّل ولا يمّل ولا يكسل ولا يتراخى حتى يصل إلي بغيته وحتى تُشرق عليه أنوار نهايته، فقد قالوا :

[ من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ] لكن من يسير قليلا ويكّسّل قليلا؛ فإذا أراد أن يسير من جديد فقد قال الإمام الجنيد رضى الله عنه وأرضاه :

[ لو سار السالك إلي الله عزوجلّ ألف عام ثم إلتفت عنه عزوجلّ نفساً

لكان مافاته في ذلك النفس أكثر مما حصّله في ألف عام ] فما هو الموضوع ؟

من لفتةٍ والحجبُ نار لظى ******من فوق نار الغطا سَيْرِي لمنان

من يريد الله لا ينتهي جهاده إلا بمولاه عزوجلّ وبهذا يكون رجلاً من الصالحين ــ ولايزال في كل وقتٍ وحين لا تفتقر هممهم ولا تقلّ عزائمهم ولا تتكاسل أعضاءهم ولا تغفل قلوبهم حتى يتحققون بوصولهم إلي مطلوبهم وهو الله عزوجلّ ويقول في هذا المقام الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه : أبداً إليّ هذا الجنابُ حنيني ***** لا صبرَ لي حتى تراهُ عيوني

مادمت لم أرى فلماذا أصبر ولماذا أكسل ونقرأ عن أحوال العارفين ونسمع عن أحوال الصالحين ونحن نسير معهم لكي نتهنّى معهم بما يشاهدونه وبما يرونه وبما يتحصّلون عليه من فضل الله ومن عطاء الله ومن كرم الله عزوجلّ .

فمادام لم نحصل ما حصّلوه فلماذا نسكت ولماذا نطمئن ولماذا نركن ؟ لا .. قال سبحانه لنا { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ﴾ ( الفجر )

كن دائماً مع عباد الله الصالحين، وإياك أن تبتعد عنهم طرفة عين وتظن أنك على شيئ أو معك شيئاً كن دائماً مع الأخوة كما قال أبو العزائم :

المرء بالإخوان لا بجدوده  ***** كثيرٌ نعم والذل في النقصان

و كانوا يقولون زمان :

زُر من هويت وإن شطت بك الدار*****وحال بينهما حجبٌ وأســـتار

لا يمنعنك بُعــاد في زيارته  *******  إن المحب لمن يهــواه زَوّار

دائماً نزور بعضاً في الله ونوّد بعض في الله :

( زُر في الله فإن من زار أخاً في الله شيّعه سبعون ألف ملك يقولون له : طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة ) .. [ فالسالك من توحّد مطلوبه ورضي بما قدّره له محبوبه ] مادام هو يريد الله فلابد أن يختبره ويبتليه الله لكي يرى صدق إرادته وصدق طويته وصدق نيته .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته