أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والأربعـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثامنة والأربعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*{ هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍۢ }

جامعاتنا العربية والإسلامية وجائزة نوبل:

تابعت مؤخرا وأنا مشغول بفكرة العطاء المتجدد وسائل الإعلام لمعرفة الحائزين على جائزة نوبل، ومعها تابعت بعض التقارير المعنية بتصنيف الجامعات، فلاحظت أن الفائزين في مجال الفيزياء ثلاثة غير مسلمين، جميعهم يعملون في جامعات أمريكية، وفي مجال الطب حازها ياباني، وفي مجال السلام حصل عليها رئيس كولومبيا، ولم أعثر على أحد من العرب والمسلمين في هذا المجال التنافسي المعرفي والتقني، ونقول مثل ذلك في مراتب جامعاتنا العربية والإسلامية حيث تأتي أغلبيتها في مؤخرة التصنيفات العالمية غالبا، وكان ينبغي أن يحوز المسلمون مراتب متقدمة في المجالات المعرفية المؤثرة، وهم الذين يدركون أن عطاءهم ينبغي أن يتجدد بتجدد عطاءات الله للإنسان، وتجدد متغيرات الحياة ونوازلها، والواجب علينا وبالخصوص العلماء منا والنخب وأصحاب التوجيه أن نبث روحا جديدة في تحصيل العلوم ل نأتي فيها بالجديد النافع، من خلال البحث في مواقع جديدة تلبي احتياجات الأمة وتسد ثغراتها.                               

الطريق إلى العطاء المتجدد:

إن سلامة القلب، وصفاء العقل، وخلوه من الأحقاد والمشاغل، مع طول البحث وكثرة السؤال، ودوام الجد، وكثرة التكرار والمدارسة، والاستعانة بالله مع مداومة الاستغفار وتجديد النية وصفائها، ووضوح الغاية، وبذل الجهد وطول السهر، والتخلي عن الراحة مع صحة المصدر والتثبت والتأني، ومعرفة الواقع والوقوف على احتياجاته، كل ذلك كفيل بأن يفتح الله من فيض علومه على العبد، وأن يلهمه الرشد في شأنه كله، فيأتي بالجديد النافع للأمة وللعالمين.

وبذلك نخرج من أزمة التكرار الممجوج، والجمود القاتل في كافة العلوم، فيتقدم المجددون ويُكرَّم المبدعون، وتنطلق عملية البحث العلمي من رهن الترقيات والقيود البحثية الشكلية التي من شأنها قتل الروح البحثية وإضعاف النزعات التجديدية إلى أفق الإبداع والعطاء المتجدد، وصدق العقاد عندما قال: “إن الوظيفة الحكومية هي عبودية القرن العشرين”،  وهل من شأن العبد إلا التقليد والتبعية. [ الأنترنت – موقع المحجة -  العطاء المتجدد مطمح الفكر الإسلامي الأصيل - د. أحمد زايد ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته