أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والثلاثون في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
السادسة والثلاثون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*يعطي عطاء من لا يخشى الفقر:
وهكذا الحديث الذي بعده:حديث جبير بن مطعم أنه قال: بينما هو يسير مع النبي ﷺ مقفله من حنين، فعلقه الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه، فوقف النبي ﷺ فقال: أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعما، لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا
جبانا. رواه البخاري.
"بينما هو يسير مع النبي ﷺ مَقْفله من حنين"،يعني: مرجعه من غزوة حنين، "فعَلِقه الأعراب يسألونه"، يعني: "علق" من أفعال الشروع مثل شرع وطفق، "يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرة"، السَّمُرة الشجر من شجر العضاه، شجر بالبادية في الحجاز له شوك، شجر معروف ولا زال الناس يوقدون منه ويسمونه السَّمُر، "حتى اضطروه إلى سَمُرة فخطفتْ رداءه ﷺ"، يعني: بشوكها، "فوقف النبي ﷺ فقال: أعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه العضاه نَعَماً لقسمته بينكم"، يعني: إبلا وغنمًا وبقرًا، عدد هذه العضاه، تعرفون أرض الحجاز مليئة بهذه الأشجار التي فيها الشوك على مد البصر، قال: لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً، رواه البخاري، هذه الأوصاف الثلاثة نفاها ﷺ عن نفسه فهي رأس الأوصاف المرذولة، ولا يمكن أن توجد هذه الأوصاف فيمن تكون له السيادة والقيادة والريادة، لا يمكن، البخيل: والبخيل يمسك ولا يعطي وسيتفرق الناس عنه، وأي داء أدوأ من البخل؟، "ولا كذاباً" وهذا ملازم للبخل؛ لأن البخيل له على أمواله عِلل زُرق العيون، كما قال الشاعر، فالشاهد أن البخيل لبخله يضطر إلى أنه يكذب فيقول: أموالي ما هي حاضرة، إذا طُلب إذا سُئل: أموالي مشغولة في كذا، أموالي بعيدة الآن، ما عندي شيء، فيكذب لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً، وهذا أيضاً ملازم لما قبله؛ لأن هذه الأوصاف توجد في الجبناء من الناس، الشجاع حسن الفأل فيقدم في العطاء وفي أيضاً القتال، ولا يكذب لقوته وشجاعته؛ ولهذا يقال: إن الكذب أصله دناءة في النفس وضَعَة وضعف، الكذاب ضعيف، ولذلك تجد في البيئات والمجتمعات التي ينتشر فيها القهر والظلم وسوء التربية والفقر وما أشبه ذلك تجد الأمراض التي تنتشر في المجتمع هي أمراض الالتواء والكذب والاحتيال والتلون وما أشبه ذلك، لكن المجتمعات النظيفة، المجتمعات التي تتربى تربية صحيحة هذه تجد الوضوح، ليس للإنسان أكثر من وجه، ليس عنده التواء، لا يحتاج أن يتملق، لا يحتاج إلى أن يلقاك بوجه ويلقى الآخر بوجه، مباشرة يكون صريحاً واضحاً شجاعاً يستطيع أن يواجه وأن يتكلم بما يعتقد، لكن الجبان هو الذي يروغ فيكذب؛ لأنه لا يستطيع أن يواجهك، إذا قلت له مثلاً: لماذا لم تأتِ؟ قال: هاه، أنا كنت مسافرًا، وهو غير مسافر لكنه لا يستطيع أن يقول: أنا ما أتيت لأني مثلاً لم أرَ المجيء، أو غير مقتنع بالمجيء أو لأني شغلت عنه أو نحو هذا بما هو أهم، لا يستطيع، يقول: كنت مسافرًا، كنت مريضًا، كنت كذا.[ الأنترنت – موقع د خالد السبت - حديث "ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا.." إلى «أعطوني ردائي..»]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته