أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والعشـــرون في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
السادسة والعشرون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
* آثار الإيمان باسمه سبحانه "المعطي"
ثانيًا: سؤاله سبحانه وحده والتعلق به في جلب المنافع والمصالح ودفع المضار، إذ إن المخلوق الضعيف لا يملك من ذلك شيئًا إلا أن يأذن الله عز وجل ويجعله سببًا في العطية، والحرصُ في سؤال الله عز وجل على العطية العظيمة التي لا تبيد ولا تفنى ألا وهي الجنة ونعيمها ورؤية الله عز وجل، قال الله تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) (الإسراء: 20، 21).
ثالثًا: السخاء بما في اليد وإعطاؤه لمستحقيه من الفقراء والمحتاجين، لأن المال مال الله عز وجل، وهو المعطي على الحقيقة، فمِنْ شُكر الله عز وجل في نعمة المال الجودُ به وإعطائه لمستحقيه، قال الله عز وجل: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد: 7).
رابعًا: كما أن من آثار اسمه سبحانه "المعطي" عدم المنّ بالعطية لأنها من الله عز وجل على الحقيقة، وإنما العبد مستخلف فيه للابتلاء، كما قال الله عز وجل: (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ) (الأنعام: 165). [الأنترنت – موقع جزايريس - من أسماء الله تعالى "المعطي"]
* العطاء عبادة وشكر لله على النعم :
ورسولنا الكريم صل الله عليه وسلم قدم أروع صور العطاء ؛ أعطى كل شيء ؛ ومن كل شيء ؛ ولم يبق في يده ولا من نفسه أي شيء
يقول جابر رضي الله عنه ما سئل رسول الله صل الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا ، سأله رجل غنما بين جبلين فأعطاه إياها ، وبلغ من عطائه أنه أعطى ثوبه الذي على ظهره ، ومن عطائه لأمته أنه سخر حياته لها نذيرا وبشيرا ، قال تعالي (( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد )).
ومن عطائه أنه وهبها حبا لا يبارى وشفقة لا تجارى ؛ وكان كثيرا ما يقول "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم .." بكذا ...
وعندما سأله رجل عن الحج أكُلَ عام يا رسول الله "؟؟ ، قال "لو قلت
نعم لوجبت ولما استطعتم"
وما زال يقول صلي الله عليه وسلم "اللهم أمتي أمتي" حتى قال له ربه "إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك"ومن فيض خير النبي صل الله عليه وسلم وبركته أن عطاءه موصول إلى يوم القيامة ، ومضى أصحابه وإخوانه على نهجه ينهلون من معين عطائه حتى غدوا قمما في العطاء ، قال في أبي بكر رضي الله عنه "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ؟؟
وكان المعطاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد كل ليلة عجوزا عمياء مقعدة بما يصلحها ويخرج الأذى عن بيتها ، ومصعب بن عمير رضي الله عنه يقدم صورة من صور العطاء ، فيقدم المدينة وفي غضون عام يدخل الإسلام أكثر بيوت المدينة
ووقف سعد بن معاذ معبرا عن عطاء الأنصار بالنفس والنفيس ، فقال يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، صل من شئت ، واقطع من شئت ن وخذ من أموالنا ما شئت ، وما نكره أن نلقى عدونا غدا ، وإنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك .
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته