أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثالثة والعشـــرون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثالثة والعشرون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*آيات ورد فيها "عطاء"

قال تعالى : {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ  }﴿١٠٨ هود﴾

وقال : { وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } ﴿٢٠ الإسراء﴾

وقال : { كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ } ﴿٢٠ الإسراء﴾

وقال  : {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا } ﴿٣٦ النبإ﴾

وقال : { حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ  } ﴿٢٩ التوبة﴾

وقال : { وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ }﴿٥٨ التوبة﴾

وقال : { قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ }﴿٥٠ طه﴾

وقال : { هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } ﴿٣٩ ص﴾

وقال : { وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ } ﴿٣٤ النجم﴾

وقال : { فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } ﴿٢٩ القمر﴾

وقال : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ }﴿٥ الليل﴾

وقال : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } ﴿٥ الضحى﴾

وقال : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } ﴿١ الكوثر﴾ [ الأنترنت – موقع المعاني ]

*المعطي من أسماء الله الحسنى  :

 ذُكِر في السنة النبوية ، ومعناه :الذي أعطى كل شيء خلقه وتولى أمره ورزقه في الدنيا والآخرة .

في السنة النبوية : لم يرد اسم المعطي في القرآن الكريم ، بل ورد في السنة ، فمن حديث معاوية بن أبي سفيان قال :«قال رسول الله : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ» ، وقد كان النبي يقول بعد السلام من الصلاة حينما ينصرف إلى الناس : «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»

 أنواع العطاء :

العطاء قد يكون عامًا أو خاصًا : العطاء العام يكون للخلائق أجمعين، ومنه ما ورد في قوله تعالى: ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ سورة الإسراء:20 ،والعطاء هنا هو تمكين العبد من الفعل ومنحه القدرة والاستطاعة، كل على حسب رزقه وقضاء الله وقدره.

العطاء الخاص يكون للأنبياء والمرسلين وصالح المؤمنين، ومنه استجابة الدعاء وتحقيق مطلب الأنبياء والصالحين من الأولياء، ومنه قصة سليمان :﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ

 حِسَابٍ﴾ سورة ص:35-39 [ الأنترنت – موقع الموسوعة الحرة - المعطي (أسماء الله الحسنى) ]

*المُعْطِي هو الله عزّ وجلّ :

* واستدلّ من أثبت اسم المعطي والمانع بما يلي:

- قوله تعالى:{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طـه:50]،

وقوله تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:1].

- ما رواه البخاري ومسلم عَنِ الْمُغِيرَةُ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: (( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ )).

لكنّ النّاظر في هذه الأدلّة وغيرها يُدرك أنّ فيها إثباتَ صفة المنع والعطاء،

 ولا خلاف أنّهما صفتان فعليّتان ثابتان بالكتاب والسنّة، وإنّما البحث ينصبّ في اعتبارهما من الأسماء، وهي كما سبق تقريره لا تثبت بالصّفات.

والرّاجح – والله أعلم – أنّ الثّابت من أسمائه عزّ وجلّ اسم ( المعـطـي )، لا ( المانع )؛ ذلك لأنّه قام الدّليل على اعتباره من أسمائه سبحانه وتعالى.

روى البخاري عن معاويةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ).

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته