أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة التاسعـــة عشـــرة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة
التاسعة عشرة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان : المنع والعطاء
5 – المنع هو عطاء من الحكيم : الآن : إذا كشف لك الحكمة في المنع عاد
المنع عين العطاء ، وأحياناً :{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } .( سورة الشورى ) .
في آية ثانية :{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } ( سورة التغابن الآية : 11 ) .
إلى خاتمتها ، فإذا كشف الله لك الحكمة فيما ساقه إليك عاد المنع عين العطاء ، ومن أدق الأحاديث الشريفة :
(( إن الله ليحمي صفيه من الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام )) .
في رواية أخرى :(( إن الله ليحمي صفيه من الدنيا كما يحمي الراعي
الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة )) .[ أخرجه البيهقي عن حذيفة بسند فيه ضعف ]
حينما تؤمن أنك بعين الله ، وبعنايته ، وبرعايته ، وبحكمته ، وأن الذي ساقه إليك محض محبة ، ومحض حكمة ، ومحض خير ترضى عن الله .
كان أحدهم يطوف حول الكعبة فقال : " يا رب ، هل أنت راضٍ عني ؟ كان وراءه الإمام الشافعي ، قال له : يا هذا ، هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له : سبحان الله ! مَن أنت يرحمك الله ؟ قال له : أنا محمد بن إدريس ، قال له : كيف أرضى عن الله ، وأنا أتمنى رضاه ؟ هذا الكلام ما فهمه ، قال له : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله،والدليل :{ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}سورة المائدة الآية : 119
يجب أن ترضى عن الله ، يجب أن ترضى عن قضائه وعن قدره ، وعن حكمته ، حين جعل إنسانا ذا دخل محدود ، يا رب ، لك الحمد ، وإذا جعل إنسانا آخر بدخل غير محدود ، يا رب ، لك الحمد ، تتمتع بصحة جيدة ، يا رب ، لك الحمد ، فيك بعض الأمراض ، يا رب ، لك الحمد ،
زوجة صالحة جداً ، يا رب لك الحمد ، زوجة متعبة ، يا رب لك الحمد .
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) .[ مسلم ]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته