أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الحاديـــة عشـــرة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

موقف المؤمن من تسخير التعريف والتكريم :

لو أن إنسانا قدّم لك جهازا متطورا جداً ، وفيه قفزة نوعية بخصائصه ، وهو من اختراعه ، فقدمه لك هدية ، يجب أن ينتابك شعورٌ ، شعور التعظيم له على هذا الإنجاز العلمي الكبير ، وشعور الامتنان ، لأنه قدّمه لك مجاناً ، ولأن الله سبحانه وتعالى سخر للإنسان :

{ مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ }

تسخير تعريف وتكريم ، فردّ فعل التعريف أن تؤمن ، ورد فعل التكريم ، أن تشكر ، لمجرد أنك آمنت ، وشكرت فقد حققت الهدف من وجودك ، وإذا حُقق الهدف من الوجود تتوقف كل أنواع المعالجة ، الآية :

{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ } .( سورة النساء الآية : 147 ) .

إذا آمنت بهذا الإله العظيم ، والرب الكريم ، والمسيّر الحكيم ، صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات الفضلى ، إنك إن آمنت ، ثم أيقنت أنه منحك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد فقد حققت الهدف من وجودك ، لذلك تتوقف عندها جميع أنواع المعالجات ، والآية دقيقة جداً :{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ }.

( يَا عِبَادِي ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي ، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَسَأَلُونِي ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ )) .[ رواه سلم عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه ]

لأن عطائي كلام ، وأخذي كلام ، كن فيكون ، زل فيزول .

الآن الدقة البالغة في الحديث :(( فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ )) .[ رواه سلم عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه ]لا تعتب على أحد .

{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } .( سورة

الشورى ) .( ما من عثرة ، واختلاج عرق ، وخدش عود ، إلا بما كسبت أيديكم ، وما يعفو الله أكبر )) . وورد في الأثر " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"

النقطة الدقيقة في هذا اللقاء : قال تعالى :{ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى } .

فرعون سأل سيدنا موسى :{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ( سورة طه ) . ما معنى قول النبي :(( أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ

يَجِفَّ عَرَقُهُ )) .[ ابن ماجه عن ابن عمر ] لم يقل : أعطوه أجراً ، بل قال

 أجره الذي يعادل جهده ، أجره الذي يحقق له كرامته

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته