أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفاتـــه الحلــــــقة الثامنــــــة في موضـــوع المعطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان : *اسم الله "المُعْطِي" :

العلمُ بالله وبخَلق الله وبأمرِ الله

4 – المعطي المانع :

دائماً وأبداً في الأسماء الحسنى أسماء يجب أن تلفظ معاً ، كاسم " الضار " ، الأولى أن يلفظ اسم " الضار " مع اسم " النافع " ، تقول : " الضار النافع " ، " المعطي المانع " ، " المعز المذل " ، لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى يمنع ليعطي ، ويأخذ ليعطي ، ويخفض لرفع ، ويذل ليعز ، لأن الإنسان حمل الأمانة ، لكنه قصر في حملها ، فتأتي المعالجة .

الفرق واضح جداً ، بين من يعين موظفاً ، ويعطيه مدة ستة أشهر ليمتحنه ، مهمة صاحب المؤسسة أن يحسب على هذا الموظف أخطاءه ، لكن بلا رحمة ، إذا كانت بحجم لا يحتمل ألغى عقده ، أما لو أن كان هذا الموظف ابنه فإنه يتابعه ، كل خطأ يوقفه عنده ، ويعطيه التوجيه ، لأن رحمة الأب تقتضي المتابعة ، ولأن الله رب العالمين رحيم بعباده ، فإذا أخطاء الإنسان تابعه بالمعالجة .

أنا أتصور لو أن الله سبحانه وتعالى لم يربِّ عباده فإن معظمهم إلى النار ، لكن هذا ربّاه بمرض ، هذا بقلق ، أو بشبح مصيبة ، أو بضيق معين ، الله عز وجل يسوقنا إلى بابه سوقاً ، وهذا من نِعم الله عز وجل ، فهو

معطٍ ومانع ، خافض ورافع ، معز ومذل ، وقد ورد في الأثر :

( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ) [ رواه الديلمي عن ابن عمر ] .

لا تستقيم الدنيا لأحَدٍ،وهذا لحكمة بالغةٍ أرادها الله (ودار تَرحٍ لا دار فرح)

فيها أحزان،فيها آلام ، فيها فراق الأحبة ، فيها أمراض تصيب الأولاد أحياناً

(ودار ترح لا دار فرح فمن عرفها) أي : مَن عرف حقيقة الدنيا .

( لم يفرح لرخاء ). لأنه مؤقّت .(ولم يحزن لشدة )لأنه مؤقّت ، الموت ينهي

كل شدة ، الموت ينهي قوة القوي ، وغنى الغني ، وذكاء الذكي ، وصحة

الصحيح ، لذلك :( فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشدة ، ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى ){ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } .( سورة المؤمنون ) .

لذلك :((ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دارَ بلوى ، والآخرة دار عقبى ، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ويبتلي ليجزي )) .

في بعض الأحاديث القدسية ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ :

(( يَا ابْنَ آدَمَ ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ، قَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟ يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي ، قَالَ : يَا رَبِّ ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي ، قَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ )) .[ أخرجه مسلم ]

الله عز وجل حينما أخذ من الإنسان بعض صحته ليعوِّضه أضعافاً مضاعفة من القرب والسكينة .((أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟ )) .

فهذه فكرة دقيقة جداً ، الله عز وجل يأخذ ليعطي ، يمنع ليعطي ، يخفض ليرفع يضر لينفع ، هذه الأسماء الأَولى أن تذكر مَثْنى مَثْنَى .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته