أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفاتـــه الحلــــــقة السادســــــة في موضـــوع المعطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السادسة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان : *اسم الله "المُعْطِي" :

والمعطي سبحانه هو الذي أعطى كل شيء خلقه وتولى أمره ورزقه في

 الدنيا والآخرة كما قال تعالى عن موسى عليه السلام وهو يصف عطاء

الربوبية: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}.

وقال تعالى عن عطاء الآخرة: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.

وعطاء الله قد يكون عاماً أو خاصاً، فالعطاء العام يكون للخلائق أجمعين، والعطاء الخاص يكون للأنبياء والمرسلين وصالح المؤمنين، فمن العطاء العام ما ورد في قوله تعالى: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً}.

والعطاء هنا هو تمكين العبد من الفعل ومنحه القدرة والاستطاعة، كل على حسب رزقه وقضاء الله وقدره.

ومن العطاء الخاص استجابة الدعاء وتحقيق مطلب الأنبياء والصالحين من الأولياء، ومن ذلك الدعاء والعطاء في قصة سليمان عليه السلام:

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

[الأنترنت – موقع الثبات - سلسلة أسماء الله الحسنى ...  اسم الله المُعْطِي ]

* اسم الله : ( المُعطي ) :

1 – ورودُ اسم الله ( المعطي ) في السنة الصحيحة :

لم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم ، بل ورد في السنة ، ففي صحيح البخاري عَنْ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ،وَاللَّهُ الْمُعْطِي،وَأَنَا الْقَاسِمُ ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ) متفق عليه

2 – أعظمُ عطاءٍ من اللهِ هو العلمُ :

أول ملمح في الحديث كرامة العلم أعظم كرامة ، قال تعالى : { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } .( سورة النساء ) . لأن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان قوة إدراكية ، وما لم يبحث عن الحقيقة ، وما لم يطلب العلم فقد هبط من مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به .

لذلك : كرامة العلم أعظم كرامة عند الله ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم .

? هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? .( سورة الزمر ) .

? يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ? .( سورة المجادلة )

فالله سبحانه وتعالى اعتمد في القرآن الكريم العلم والعمل كقيمتين مرجِّحتين بين خلقه ، فبطولة الإنسان أن تأتي مقاييس التفوق عنده كما هي في القرآن

الناس في الدنيا يعظِّمون الأغنياء والأقوياء ، لكن القرآن الكريم بيّن لنا أن رتبة العلم أعلى الرتب :{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } ? .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته