أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفاتـــه الحلــــــقة الأولــــــى في موضـــوع المعطي

نبذة عن الصوت

المعطي

بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }  آل عمران  / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }النساء  / 1  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب  / 70 ، 71  وبعد :  فهذه الحلقة الأولى في موضوع (المعطي ) وهي بعنوان :

المقدمة : عندما كنت ابحث عن اسم جديد من اسماء الله الحسنى ليكون  بحثي الحاضر قرأت لأحد الفضلاء مساهمة بعنوان ( عطاءات المنع ) فعجبت كيف يكون المنع عطاء فكان هذا البحث بعنوان ( المعطي )     ومما قال الكاتب : " ... وهل حين تُمنَعُ مِن شَيءٍ يكونُ عطاءً؟ عجبًا! ، إنَّ العَطيَّة مُقدسةٌ لَدى النفوس، وحرمانُها منها مَبغَضةٌ مَكرَهةٌ ، الأُعطياتُ حاضرةٌ في الأديانِ وعاداتِ الناس ، فقد أفرَد الفقهاءُ أبوابًا مَوسومةً بـ  (باب العطية)، وعقدوا الفصولَ في شروطها، وأحكامها ، هي مَفخَرَةٌ مِن مَفاخرِ العرب ، ولذةٌ تهواها الأنفسُ الكريمة ، العطاءُ له أهله،وله مَن يستحقه ، يا مَن يُريدُ الدنيا.. يا مَن يُريدُ الآخرة.. تذكَّر أن المعطي سبحانه قد قال:  ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ﴾ [الإسراء: 20].

فَبِرَبِّك، أَيُّ فَرَحٍ وثقةٍ ستنغمسُ فيها حين تراهُ يختمُ هذه الآيةَ بقوله: ﴿ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]. نفيٌ قاطعٌ أن يكون عطاءُ ربك ممنوعًا ، (أكوامٌ من العطاءات، ليس لها بوابات).

العطاءُ والمنع، نقيضان لا يجتمعان ، مفهومان مختلفان ، معنيان متضادان ، إيَّاكَ أن تَمنع عنِّي شيئًا، ثم تُسمِّي هذا المنعَ عطاءً ، تعاريجُ مُخي لا يُوجدُ فيها قاموسٌ يُفسِّر ذلك ، خلايا دماغي لَن تقتنعَ مهما برَّرت ، سَتأبى نفسي هذا، ويَمُجُّه قلبي ، ليس هناك منعٌ اسمه عطاء، المنعُ منع، والعطاءُ عطاء.

لِنقفز قفزة كبيرة فوق العطاءات المادية ، أظنُّ أنك تتَّفقُ معي أن الأخلاقَ أيضًا هي عطاءات ، فحُبكَ للعطاء، هو عطاءٌ أعطاكه الله.

والحياءُ مِن عورات النَّاس وتتبُّعِها، أُعطيةٌ أيما أُعطية.

أمَّا حين تَستَرسِلُ مُرَتلًا كلامَ ربك في سُورة (النبأ)، فإنَّك ستفهمُ حين تكون في أواخر آياتها، أَنَّ الحدائقَ والأعناب، والكواعبَ الأتراب، والكأسَ الدهاق - هي عَطيَّةٌ مِن عطايا الرَّبِّ سبحانه لأهل الجنَّة؛ لأنه قد قال بعدها بآية: ﴿ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴾ [النبأ: 36] ، فقد جازاهم أيما جزاء، وأعطاهم أيما عطاء ، لكنك ستقفُ واجمًا، حين تقرأُ الآيةَ التي قَبلَ آيةِ العطاء هذه، قال سبحانه:﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴾

ثم وَصَفَ كلَّ ما ورد في الآيات بقوله: ﴿ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴾ [النبأ: 36] ، إنني أفهمُ أنَّ الحدائقَ والأعناب، والكواعبَ الأتراب، والكأسَ الدهاق - أنها عطاء. لكنه متى كان المَنعُ مِن سماع اللَّغو؛ وهو الكلام الباطل الذي فيه فحش وبذاءة وسِباب، متى كان مَنعُكَ مِن سَماعِ

ذلك يُعَدُّ أُعطية من عطايا الرب؟

كم هم المحرومون من هذا العطاء في الدنيا؟! متى كان مَنعُكَ مِن سَماع الكذب يُعَدُّ أُعطيةً من عطايا الرب؟ كم هم المحرومون من هذا العطاء أيضًا؟! متى كان المَنعُ عطاء؟﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴾ [النبأ: 35، 36].

 [الأنترنت  - موقع شبكة الألوكة  - عطاءات المنع - خالد يحيى محرق ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته