أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان : الخاتمة :

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة  والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فقد أنتهيت من هذا الكتاب الممتع ( الأول والآخر ) من اسماء الله الحسنى  ؛ في يوم الأربعاء 4/4/1442ه بمنزلي في قرية آل ماس – عراء – بني ظبيان

– منطقة الباحة – المملكة العربية السعودية

وقد بذلت طاقتي وجهدي ، وجمعت كل ماله علاقة من قريب أوبعيد ، ومباشر وغير مباشر ؛ من آيات القرآن الكريم ، وأحاديث الرسول الكريم ، وأقوال الصحابة والتابعين ، والمفسرين ، والعلماء ، والدعاة ، والمفكريين ، وطلاب العلم ، والكتاب وغيرهم  ، وهو اشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي .....

وملخص هذا الموضوع مايلي :

(الأولية) صفة ذاتية لله عز وجل وذلك من اسمه (الأول)، الثابت في الكتاب والسنة، ومعناه: الذي ليس قبله شيء ، قال الله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} الحديد/3.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، ). رواه مسلم

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -:"فأولية الله عز وجل سابقة على أولية

كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه، فأوليته سبقه لكل شيء، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء، ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه، وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون، فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانية، ومكانية، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل آخر انتهى إلى آخريته، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أول إلا والله قبله، وما من آخر إلا والله بعده، فالأول قدمه، والآخر دوامه وبقاؤه، والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه ودنوه، فسبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب،والسر عنده علانية، فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو الأول في آخريته، والآخر في أوليته، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره، لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا "[ كتاب طريق الهجرتين /ص 27 ]             

اسأل الله أن يجعله علماً نافعاً وعملاً صالحاً ، وأن ينفع به كاتبه ، وقارئه ،

 وسامعه ، ومشاهده ، واشكر كل من ساعدني وقدم لي أي خدمة،

سواء مادية ، او معنوية ، صغيرة ، او كبيرة ...

إن أصبت فمن توفيق الله وفضله ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ، واستغفر الله من كل خطأ وخطيئة ، وعلى أتم إستعداد للرجوع الى الصواب إذا نبهت لذلك ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه : د مسفر بن سعيد دماس الغامدي ، استاذ مشارك في السنة وعلومها                           جوال رقم / 0555516289