أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والسبعون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والسبعون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي

 بعنوان :*الله هو «الأول» الذي لا شيء يسبقه في الوجود :

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب القبر ومن فتنة القبر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطيئتي كما باعدت بين المشرق والمغرب”. بلا ابتداء ومن معاني اسم الله تعالى “الأول” أي الذي ليس قبله شيء، فهو الأول بلا ابتداء، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض”.

واسم الله الأول يدل باللزوم على الحياة والقيومية، والسمع والبصر والعلم، والمشيئة والقدرة والعلو والغنى والعظمة فهو لا يحتاج إلى غيره في شيء، المستغني بنفسه عن كل شيء. والأولية في الأشياء مرجعيتها إلى الله خلقاً وإيجاداً وعطاء وإمداداً، وقال سبحانه: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)، وقال: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم). وقال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين).

والأول هو الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة، والله تعالى هو الأول الحق، لأن أوليته ليست زمانيه ولا مكانية، لأنه هو الخالق للزمان وللمكان والوجود الذي لا أول له، كان ولم يكن لا زمان ولا مكان، لم يكن كائن من خلقه ثم أوجد الكون وكائناته. وأما التعبد لله باسمه الأول وأثره الإيماني فقال فيه ابن القيم: فعبوديته باسمه الأول تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف أو الالتفات إليها، وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته، وأنه هو المبتدىء بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، أي وسيلة كانت هناك وإنما هو عدم محض، وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، فمنه سبحانه الإعداد ومنه الإمداد وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من

 مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أخرى فمن نزل اسمه الأول على هذا

المعنى أوجب له فقرا خاصا وعبودية خاصة.

 [ الأنترنت – موقع صحيفة الإتحاد - الله هو «الأول» الذي لا شيء يسبقه في الوجود - أحمد محمد (القاهرة) ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته