أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والستون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والستون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي

 بعنوان :* اسم الله الأول ( خطبة جمعة )

ومن معانيه: أنه -عز وجل- المنعم المتفضل بإيجاد الخلق من عدم ثم برزقهم وحفظهم… فأوليته -سبحانه- تقتضي أن لم يكن لأحد -ولن يكون- سابق يد ولا فضل ليكافئه الله عليه بخلقه أو برزقه!، يقول السعدي عن اسم الله الأول: “ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في

 كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه -تعالى-” (السعدي).

ومن معانيه: أنه -تعالى- السابق في كل شيء، ولكل أحد؛ فهو -سبحانه- أول من كان، وهو كذلك آخر من يكون بلا انتهاء، فلا شيء يوجد لأول مرة إلا والله -تعالى- سابق له ومتقدم عليه.

ومن معاني اسم الله الأول تقدمه -عز وجل- تقدمًا مطلقًا على مخلوقاته في كل كمال وشرف وفضيلة؛ فما من كريم إلا والله أكرم منه، وما من حكيم إلا والله أحكم منه، وما من رحيم إلا والله أرحم منه؛ فمنه -عز وجل- ابتداء كل هذا، وهو الموجد والخالق له، وإنا لنسمع في القرآن قول الله -سبحانه وتعالى-: (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأعراف: 151]، وقوله -جل وعلا-: (وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) [هود: 45]، وقوله -عز وجل-: (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) [الأنعام: 62]، وقال -سبحانه-: (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 11].

أيها المؤمنون: تقتضي أولية الله -تعالى- في هذا الكون وتوضح وتجلي حقائق كثيرة، لكن أكثرها أهمية -في نظري- حقيقتان كبيرتان:

الأولى: بطلان نظريات خلق الكون صدفة أو أن الطبيعة خلقت نفسها نتيجة تطورات تلقائية بحتة دون تدخل من أحد ودون أن يخلقها شيء! كما يدعيه الكافرون الملحدون؛ فثبوت أولية الله -تعالى- تنسف كل هذه الادعاءات التافهة نسفًا، فما دام الله -عز وجل- هو الأول وما دام قد كان ولم يكن معه شيء، إذن فهو الخالق والموجِد والمسبب لهذا الكون بما فيه، قال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 30-33].

وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض” (البخاري)، وكان أول شيء خلقه الأول -سبحانه- هو القلم، فعن عبادة بن الصامت أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر؛ ما كان وما هو كائن إلى الأبد” (الترمذي)، وكان هذا قبل خلق السموات والأرض بآلاف السنين؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء” (مسلم

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته