أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان : * أول ما يؤمر به العبد الشهادتان (عبادة الله تعالى وحده ):
أول واجب على المكلف عند أهل السنة والجماعة :
لقد أرسل الله تعالى رسله وأنزل معهم الكتاب والميزان، فكان مبدأ دعوتهم ومفتاح رسالتهم الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، كما قص الله تعالى عنهم أن مبدأ قولهم لأقوامهم : اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: ۵۹]
فأول واجب على المكلف هو عبادة الله تعالى وحده، وعلى هذا اتفق علماء السلف كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه: (إن السلف والأئمة متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقب البلوغ)
والأدلة على هذا الأمر كثيرة منها:
أولا: أن الله تعالى قد بين الغاية من خلق الجن والإنس وهي عبادته سبحانه وحده، فقال عز وجل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاریات: ۵۹]، وفطر العباد على الإقرار به،
فكان بدء الخطاب بلازم تلك الفطرة وهو العبادة، كما قال سبحانه: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21]
ثانيا: أن الله تعالى قد قص في كتابه أنباء جمع من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبين أصل دعوتهم للناس ومبدأها، وباستقراء تلك القصص نجد التوافق في مبدأ تلك الدعوات وهو الأمر بعبادة الله تعالی وحده، فنجده يأتي ملازمًا لذكر الرسالة، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36] وقال سبحانه : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ
[الأعراف: ۵۹]، وهكذا الشأن في الرسل من بعده عليهم الصلاة والسلام.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته