أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان : *{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} :

بالنظر إلى هذه الأقوال ، نلاحظ أنها ترجع لمعنيين :

الأول : أن المراد التقدم والتأخر الزماني.

الثاني : أن المراد التقدم والتأخر في العمل الصالح . وهو يشمل الخير؛ كالتقدم والتأخر في صفوف الصلاة ، وفي صفوف القتال ونحو ذلك.

قال ابن كثير : لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي ويردها.اهـ وبنفس المعنى قال ابن جرير والبغوي وغيرهم.

وكذلك قوله تعالى {ينبؤ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر}القيامة آية 13.

وقال تعالى كذلك {يقول ياليتني قدمت لحياتي } الفجر آية 24.

وقوله {يوم ينظر المرء ماقدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا} النبأ40. فالعاقل عليه أن يلتفت لما يقدمه لنفسه من إيمان وعمل ينجيه بين يدي الله تعالى أو يوبقه ، وأن يعتني بكل مايؤخره في النار من

شرك وبدع وكبائر.

وعلم الله سبحانه وتعالى واسع كامل ، فهو يعلم السر وأخفى ، ويعلم من ولد ومن لم يولد ، ويعلم ماقدم العباد وآثاراهم ، ويعلم سبحانه وتعالى مافي السموات ومافي الأرض.

قال تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الأنعام آية 59.

وقال تعالى {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ۚ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}فصلت آية 47.

فهذا المعنى ؛ أي علم الله تعالى بأعمال العباد وأن مايعمله العبد فهو ممايقدمه لنفسه ، حسن يشهد له ماقدمنا من آيات.

لكن أن يكون هو المراد الوحيد بآية سورة الحجر بعيد ، لبعده عن سياق الآيات ، ولكثرة ماورد في تفسير ابن عباس

وغيره كما قدمنا من أن المراد من الأمم فهو أصح أن تفسر به الآية.

وإن كان يصلح أن يكون معنى من معاني الآية ، ويشمل كل مايقدم الإنسان من خير وشر ، ومن تقدم في الصلاة أو الجهاد أو غير ذلك من الخيرات.

فيكون المراد أن الله يعلم الأمم السابقة والتي لم توجد بعد ويعلم أعمالهم كذلك ، وسيبعثهم يوم القيامة ويجازيهم عليها.

[الأنترنت – موقع  معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد - بحث في معنى قول الله تعالى{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}. هبة مجدي محمد علي ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته