أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي
بعنوان :* عبد الله بن مسعود أول صادح بالقرآن :
ويوصيهم بأن يحاكوا قراءته، ويتعلموا منه كيف يتلو القرآن .
يقول عليه السلام : " من أحب أن يسمع القرآن غضّا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد " ..
" من أحب أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".. !!
ولطالما كان يطيب لرسول الله عليه السلام أن يستمع للقرآن من فم ابن
مسعود ..دعاه يوما الرسول، وقال له : " اقرأ عليّ يا عبد الله " .. قال
عبد الله : " أقرأ عليك، وعليك أنزل يا رسول الله" ؟!
فقال له الرسول : " اني أحب أن أسمعه من غيري " ..
فأخذ ابن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى وصل الى قوله تعالى : (فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) .. فغلب البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاضت عيناه بالدموع، وأشار بيده الى ابن مسعود : أن " حسبك.. حسبك يا ابن مسعود " ..
وتحدث هو بنعمة الله فقال : " والله ما نزل من القرآن شيء الا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، ولو أعلم أحدا تمتطى اليه الابل أعلم مني بكتاب الله لأتيته وما أنا بخيركم" !!
ولقد شهد له بهذا السبق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عنه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : " لقد ملئ فقها "..
وقال أبو موسى الأشعري :"لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحبرفيكم "
ولم يكن سبقه في القرآن والفقه موضع الثناء فحسب .. بل كان كذلك
أيضا سبقه في الورع والتقى .
يقول عنه حذيفة : " ما رأيت أحدا أشبه برسول الله في هديه، ودلّه، وسمته من ابن مسعود ...ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن ام عبد لأقربهم الى الله زلفى".. !!
واجتمع نفر من الصحابة يوما عند علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه فقالوا له : "يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خلقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة، ولا أشد ورعا من عبد الله بن مسعود .. قال علي : نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم .. ؟؟ قالوا : نعم .. قال : اللهم اني أشهدك .. اللهم اني أقول مثل ما قالوا ،أو أفضل ..
لقد قرأ القرآن فأحلّ حلاله، وحرّم حرامه فقيه في الدين، عالم بالسنة "!
وكان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يتحدثون عن عبد الله بن مسعود فيقولون : " ان كان ليؤذن له اذا حججنا، ويشهد اذا غبنا "
وهم يريدون بهذا، أن عبد الله رضي الله عنه كان يظفر من الرسول صلى الله عليه وسلم بفرص لم يظفر بها سواه، فيدخل عليه بيته أكثر مما يدخل غيرهو ويجالسه أكثر مما يجالس سواه، وكان دون غيره من الصّحب موضع سرّه ونجواه، حتى كان يلقب بـ صاحب السواد أي صاحب السر ..
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته