أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثلاثون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان :

*أول الأمم حسابا يوم القيامة :

الأُمَّـة المحمدية أول أمة ستحاسب، وأول أمة سَتمُـرُّ على الصراط، وأول أمة ستدخل الجَنَّة، فمن فضل الله تعالى على هذه الأمة المحمدية أن جعلها آخر الأمم زمانًا، والأولى منزلة وفضلًا، فهي وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية، فهي سابقة لهم في الآخرة، من كونها أول من يحشر، وأول من يحاسب، وأول من يقضى فيهم، وأول من يدخل الجنة.

فمن مظاهر تكريم الله للأمة المحمدية أن يجعلها أول الأمم في الحساب، ودليل ذلك:

ما أخرجه الإمام مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث له: "... نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق".

وعند ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى

الله عليه وسلم قال: "نحن آخر الأمم، وأول مَن يُحَاسَبُ، يقال: أين الأُمَّة

الأُمِّيَّة ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون"؛ (صحيح الجامع: 6749).

وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي

صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة، بيد أن كلَّ أُمَّةٍ أوتيت الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا اليوم - أي الجمعة - الذي كتبه الله علينا هدانا الله له، والناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا والنصارى بعد غد".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري: 2/ 354 " معلقًا على الحديث:

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون"؛ أي: الآخرون زمانًا، الأولون منزلة، والمراد: أن هذه الأُمَّة وإن تأخَّر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية، فهي سابقة لهم في الآخرة، بأنهم أول مَن يحشر، وأول مَن يحاسب، وأول مَن يقضى بينهم، وأول من يدخل الجَنَّة؛ ا .هـ بتصرُّف.

والأمة المحمدية أول مَن ستمرُّ على الصراط:

فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارَّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فهل تضارَّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك، يجمعُ الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمرَ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز[فأكون أنا وأمتي أول من يجيز: معناه يكون أول من يمضي عليه ويقطعه.]، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم، اللهم سلم ....."؛ الحديث.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته