أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة بعد المائتين في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة التاسعة عشرة بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان: *«الأرقم» أول دار للدعوة في الإسلام :
كما أن الوثائق والصحف التي كتب عليها سور من القرآن الكريم وكانت
متداولة بين القلة المسلمة في مكة كتبت في داره. وكان الأرقم مصدر ثقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولذا أسند إليه مهمة القيام على حلقات العلم والتثقيف والذكر وقراءة القرآن الكريم التي كانت تدار في داره لسبقه في الإسلام وعدم انقطاعه عن مجلس الرسول - عليه الصلاة والسلام - وإتقانه التلاوة والعلم بملابسات الأحوال التي نزلت النصوص فيها، والفهم بمعاني القرآن وألفاظه والمعرفة بمفاهيم الإسلام وشرائعه. وبعد انتشار الإسلام سميت دار الأرقم “دار الإسلام” لأن النواة الأولى التي تشكل منها الدين الحنيف كانت في هذا البيت المبارك الذي أوقفه الأرقم، غير أن أحفاده بعد ذلك باعوه لأبي جعفر المنصور. واشتهر الأرقم - رضي الله عنه - بالحكمة والعقل والورع، وقال عنه البخاري: “له صحبة”، وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. عدله وورعه ظهر عدله وورعه في الكثير من المواقف ويروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استشهده على واقعة شق القمر المروية، فيما أخرجه الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) “القمر، 1”، قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والعاص بن هشام، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى، وزمعة بن الأسود، والنضر بن الحارث، ونظراؤهم كثير، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت صادقاً، فشق لنا القمر فرقتين نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: “إن فعلت هل تؤمنون؟”، قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا، فأمسى القمر وقد سلب نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي: “يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن الأرقم اشهدا”.
وخرج مهاجراً إلى المدينة فآخى الرسول - عليه الصلاة والسلام - بينه وبين زيد بن سهل - رضي الله عنهما - وشهد بدراً وأحداً والخندق والغزوات كلها،ولم يتخلف عن الجهاد،وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم داراً بالمدينة في بني زريق،واستعمله على الصدقة
ويروى أنه ذات يوم أراد زيارة بيت المقدس، فتجهز وذهب إلى النبي
الكريم يودعه، فقال له النبي: “ما يخرجك يا أبا عبدالله، أحاجة أم تجارة؟”، فقال له الأرقم: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”، فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعاً للنبي ومنفذاً لأوامره.
و بقي الأرقم - رحمه الله - على عهده وجهاده في سبيل الله لا يبخل بماله ولا نفسه، ولما استشعر قرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان، أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ومات سنة 55هـ، وكان سعد غائباً عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله لرجل غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه. [الأنترنت – موقع صحيفة الإتحاد - «الأرقم» أول دار للدعوة في الإسلام]
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته