أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والتسعون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والتسعون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان: *( الْكِبر) أول ذنب عصي الله به :

*الفرق بين الكبر ومرادفاته:                                             1-الفرق بين الكِبْر والزهو:

أنَّ الكِبْر إظهار عظم الشأن، وهو فينا-خاصة-رفع النفس فوق الاستحقاق، والزهو على ما يقتضيه الاستعمال رفع شيء إياها، من مال، أو جاه، وما أشبه ذلك، ألا ترى أنه يقال: زها الرجل وهو مزهو، كأنَّ شيئًا زهاه، أي: رفع قدره عنده، وهو من قولك: زهت الريح الشيء، إذا رفعته، والزهو: التزيد في الكلام.

2-الفرق بين الكِبْر والكِبْرياء:

أنَّ الكِبْر ما ذكرناه، والكِبْرياء هي العز والملك، وليست من الكِبْر في

 شيء، والشاهد قوله تعالى:(وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ) [يونس: 78]. يعني الملك، والسلطان، والعزة، وأما التَّكبر فهو إظهار الكِبْر، مثل: التشجع، إظهار الشَّجَاعَة.

وقال أبو العباس القرطبي: (الكِبْر والكِبْريَاء في اللغة: هو العظمة، يقال منه: كَـبُرَ الشيءُ، بضمِّ الباء، أي: عَظُمَ، فهو كبيرٌ وكُبَار، فإذا أفرَطَ قيل: كُبَّار، بالتشديد؛ وعلى هذا يكونُ الكِبْر والعظمةُ اسمَيْن لمسمًّى واحد.

وقد جاء في الحديث ما يُشْعِر بالفرق بينهما؛ وذلك أنَّ الله-تعالى-قال: ”

الكبرياء ردائي، والعظمة إِزاري، فمن نازعني واحِدًا منهما…”، فقد فرَّق بينهما بأنْ عبَّر عن أحدهما بالرداء، وعن الآخر بالإزار، وهما مختلفان، ويَدُلُّ -أيضًا-على ذلك: قوله تعالى: (فمن نازعني واحِدًا منهما…)؛ إذ لو كانا واحدًا، لقال: فمن نازعنيه).

3-الفرق بين الكِبْر والتيه:

أنَّ الكِبْر هو إظهار عظم الشأن، وهو في صفات الله-تعالى-مدح؛ لأنَّ شأنه عظيم، وفي صفاتنا ذمٌّ؛ لأنَّ شأننا صغير، وهو أهل للعظمة، ولسنا لها بأهل، والشأن هاهنا؛ معنى صفاته التي هي في أعلى مراتب التعظيم، ويستحيل مساواة الأصغر له فيها على وجه من الوجوه، والكبير الشخص، والكبير في السن، والكبير في الشرف، والعلم يمكن مساواة الصغير له، أما في السن فبتضاعف مدة البقاء في الشخص؛ تتضاعف أجزاؤه، وأمَّا بالعلم فباكتساب مثل ذلك العلم.

والتيه أصله الحيرة والضلال، وإنَّما سمِّي المتكبر تائهًا على وجه التشبيه

بالضلال والتحير، والتيه من الأرض ما يُتَحيَّر فيه، وفي القرآن (يَتِيهُونَ

فِي الأَرْضِ…) [المائدة: 26] أي: يتحيرون.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته