أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان: *( الْكِبر) أول ذنب عصي الله به :

سِلْسِلَةُ أَمْرَاضٍ عَلَى طَريقِ الدَّعْوةِ ( الْكِبر)

الكبر: شعور خادع بالاستعلاء، مصحوب باحتقار الناس والترفع عليهم، فهو انفعالات داخلية -أساساً- كما قال الله: (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ…) [غافر: 56]، وما يظهر من سلوكيات المتكبر ترجمة لهذه الانفعالات. والكبر في اللغة: التعظيـم، أي إظهار العظمة، والتكبر، والاستكبار، بمعنى التعظّم، ومنه قوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 146] أي أن هؤلاء يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم.

أما في الاصطلاح: فهو إظهار الإعجاب بالنفس، واحتقار الآخرين، وقد ينال من ذواتهم، ويتـَرفع عن قبول الحق منهم، والنبي-صلى الله عليه وسلم-قال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً. فقال-صلى الله عليه وسلم-: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس”. وبطر الحق أي: ردّ الحق، فمن علامة الكبر؛ عدم سماع الحق. وغمط الناس: أي لا يرى الناس شيئاً، بل يرى أنه أفضل منهم. والله-عز وجل-يقول: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) [ الأعراف: 40]، وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60] فالله-عز وجل-هو الكبير، وهو من له الكبرياء في السماوات والأرض، وله الأسماء الحسنى، والصفات العلى، له الجلال، والكمال، والجمال، وله الملك كله، والعزة كلها (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ

الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [الجاثية: 36ـ 37].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته