أسماء الله_ الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي بعنوان: *كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة :

*من فوائد الحديثين: في حديث عائشة رضي الله عنها جملة من الفوائد منها:

الفائدة الأولى: الحديث فيه بيان لقسم من أقسام مجيء الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الرؤيا الصادقة، وللوحي عدة مراتب، ذكرها ابن القيم رحمه الله حيث قال: " وكمل الله له من مراتب الوحي مراتبَ عديدة:

إحداها: الرُّؤيا الصادقة، وكانت مبدأَ وحيه صلى الله عليه وسلم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.

الثانية: ما كان يُلقيه الملَكُ في رُوْعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أَنّه لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَن تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ".

الثالثة: أَنّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتمثَّلُ له المَلَكُ رجلاً، فيُخاطبه حتى يَعِيَ عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.

الرَّابعة: أَنّه كان يأتيه في مثل صَلْصَلَةِ الجرس، وكان أَشدَّه عليه فَيَتَلَبَّسُ به الملكُ حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتَبْرُكُ به إلى الأرض إذا كان راكبها ولقد جاءه الوحيُ مرةً كذلك،

وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها.

الخامسة: أنه يَرَى المَلَكَ في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يُوحِيَه، وهذا وقع له مرتين.

السادسة: ما أوحاه الله وهو فوق السماواتِ ليلَة المعراج مِن فرض الصلاة وغيرها.

السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة مَلَكٍ، كما كلّم اللهُ موسى بن

عِمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن، وثبوتها لنبينا

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو في حديث الإِسراء." [زاد المعاد 1/ 78-80].

فإن قيل لماذا كان البدء بالوحي بالرؤيا الصادقة مناماً، لما لم يأته من أول الأمر؟

فالجواب: قال النووي رحمه الله:" قال القاضي رحمه الله وغيره من العلماء: إنما ابتدئ صلى الله عليه وسلم بالرؤيا لئلا يفجأه الملك، ويأتيه صريح النبوة بغتة، فلا يحتملها قوى البشرية، فبدئ بأول خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤيا، وما جاء في الحديث الآخر من رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر والشجر عليه بالنبوة" [شرح مسلم (2/ 374) وبنحوه ذكر القرطبي في المفهم (1/ 374)].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته