أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي بعنوان:

*كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة :

• ( فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمِّ ): وتقدم أنه ابن عمها حقيقة لا عمها، وأجاب النووي بأن هذا من باب التوقير. [المرجع السابق].

وردّ ابن حجر رحمه الله ذلك وحمله أنه وهم من الراوي فقال:" قولها رضي الله عنها (يا ابن عم) هذا النداء حقيقة ووقع في مسلم (يا عم) وهو وهم، لأنه وإن كان صحيحاً لجواز إرادة التوقير لكن القصة لم تتعدد ومخرجها متحد فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين فتعين الحمل على الحقيقة" [الفتح (1/ 25)].

• ( اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ ): لأن والد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب، وورقة يلتقيان في النسب ب (ابن كلاب) فكان من هذه الحيثية في درجة أخوته، أو قالته على سبيل التوقير لسنه. [الفتح1/ 25]                                     

• ( هٰذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ): الناموس صاحب السر كما جزم به البخاري في أحاديث الأنبياء، وعليه الجمهور كما نقل ابن حجر وقال:" والمراد بالناموس هنا جبريل -عليه السلام -، وقوله(عَلَى مُوسَى) ولم يقل (على عيسى) مع كونه نصرانياً؛ لأن كتاب موسى -عليه السلام - مشتمل على أكثر الأحكام بخلاف عيسى، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم، أو لأن موسى بُعث بالنقمة على فرعون ومن معه بخلاف عيسى، كذلك وقعت النقمة على يد النبي صلى الله عليه وسلم بفرعون هذه الأمة وهو أبو جهل بن هشام ومن معه ببدر" [انظر المرجع السابق].

والأظهر والله أعلم التعليل الأول فهو أعم وأقرب للصواب، لاسيما

والكلام عن الوحي وهو متعلق بالكتاب الذي يحتاج في تبليغه إلى الوحي.

• ( يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعا ): الضمير في (فيها) يعود إلى أيام النبوة ومدتها، و( جَذَعا) بفتح الجيم والذال أي شاباً قوياً حتى أبالغ في نصرتك، وتمنى أن يكون شاباً لأنه أمكن في النصرة وأنشط لها.

• ( أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ ): بفتح الواو وتشديد الياء ويجوز تخفيف الياء على وجه، والصحيح المشهور تشديدها واستفهام النبي صلى الله عليه وسلم الإنكاري على إخراجه لعدم وجود سبب ذلك مع ما كان عليه من

مكارم الأخلاق التي وصفته بها خديجة رضي الله عنها.

• (وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ ): أي يوم بعثك ودعوتك.

• ( أَنْصُرْكَ نَصْرا مُؤَزَّرا ): أي بالغاً قوياً.

• ( ثم لم يَنشَبْ ورقةُ أنْ تُوفيَ ): أي لم يلبث أن توفي وذلك قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

• (فَتَر الوحْي ): يقصد به احتباسه وعدم تتابعه وتواليه في النزول.

• (فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي ): أي سرت في باطن الوادي.

• ( فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ ):المراد بالعرش الكرسي كما في الرواية الأخرى(جَالِسا عَلَى كُرْسِيَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )

• ( فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ ): رجفة بالراء، وقيل بالواو وجفة وكلاهما بمعنى واحد وهو الاضطراب، قال تعالى: ﴿ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴾ (النازعات:8)، وقال جل شأنه: ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴾ (النازعات:6) [شرح النووي لمسلم (2 / 383)].

• ( فَجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقا ): جئثت بضم الجيم وكسر الهمز وإسكان الثاء،

أي رعبت وفزعت، وجاء في رواية البخاري (فزعت )، والفَرَق الفزع، فيكون ذكر المفعول المطلق (المصدر) للتأكيد وتقوية المعنى أي ففزعت فزعاً أو رعبت رعباً.

• (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَدَثَّرُونِي ): تقدم معنى (زَمِّلُونِي) أي غطوني بالثياب ولفوني بها، والدثار بكسر الراء هو ما فوق القميص الذي يلي البدن أي غطوني بثياب فوق ثيابي ومعناها متقارب، قال النووي رحمه الله: " ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ (المدثر:1) قال العلماء المدثر والمزمل والمتلفف والمشتمل

بمعنى واحد" [شرح مسلم (2/ 383].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته