أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي بعنوان *كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة :
شرح ألفاظ الحديثين:
• ( كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ ): الوحي هو الإعلام بالشرع قال القرطبي رحمه الله:" إعلام الله تعالى لأنبيائه بما شاء من أحكامه أو أخباره " [المفهم (1 / 374)]؛ وقد يطلق ويراد به الموحى به وهو كلام الله تعالى، وقد يطلق ويراد به حامل الوحي وهو جبريل عليه السلام و(مِنَ) في قوله -(الْوَحْي) تبعيضية أي من أقسام الوحي الرؤيا الصادقة، ويحتمل أن تكون بيانية.
• (الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ ): الرؤية بالهاء: ما يراه الشخص بحاسة البصر وهي النظر بالعين، تطلق أيضاً على الوهم والتخيل نحو أُرى أن زيداً منطلق، وعلى التفكير نحو "إني أرى ما لا ترون"، وعلى العقل نحو " ما كذب الفؤاد ما رأى"
والرؤيا بالقصر: ما يراه الشخص في منامة والجمع رؤى [انظر بصائر ذوي التمييز (1 / 835-836)].
جاء في رواية البخاري (الرُّؤْيِا الصَالحة) قال النووي رحمه الله:" وهما
بمعنى واحد " [شرح مسلم (2 / 374)].
قال ابن حجر: "وهما بمعنى واحد بالنسبة إلى أمور الآخرة في حق الأنبياء، وأما بالنسبة إلى أمور الدنيا فالصالحة في الأصل
أخص، فرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم كلها صادقة، وقد تكون صالحة وهي الأكثر، وغير صالحة بالنسبة للدنيا كما في الرؤيا يوم أحد" [الفتح (12 / 355)].
وقال في موضع آخر:" قوله (فِي النَّوْمِ) الزيادة بالإيضاح أو ليخرج رؤيا العين في اليقظة؛ لجواز إطلاقها مجازاً " [الفتح (1/ 24].
• ( مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ): قال النووي رحمه الله:" قال أهل اللغة: فلق الصبح وفرق الصبح، بفتح الفاء و اللام والراء، هو ضياؤه، وإنما يقال هذا في الشيء الواضح البيّن" [شرح مسلم (2/ 374)].
• ( ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ): قال النووي رحمه الله:" أما الخلاء فممدود وهو الخلوة وهي شأن الصالحين وعباد الله العارفين" [المرجع السابق].
قوله (ثم) إشارة إلى أن تحبيب الخلوة جاء متأخر عن الرؤيا الصادقة،
وقيل جيئ ب (ثم) لترتيب الأخبار وإلا فحبه صلى الله عليه وسلم للخلوة قبل الرؤيا الصالحة.
• (فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ ): قال النووي رحمه الله:" وأما الغار فهو الكهف والنقب في الجبل... وحراء جبل بينه وبين مكة نحو ثلاثة أميال عن يسار الذاهب من مكة إلى منى" [شرح مسلم (2/ 374/ 375)] وأما اليوم فوصله البنيان بمكة.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته