أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي

بعنوان* أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم خليل الله :

باب ما جاء في حشر الناس إلى الله عز و جل حفاة عراة غرلا و في أول من يكسى منهم و في أول ما يتكلم من الإنسان

مسلم [ عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بموعظة فقال : أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده و عدا علينا إنا كنا فاعلين ألا و إن أول الناس يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ألا و إنه يؤتى برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } إلى قوله { العزيز الحكيم } قال فيقال إنهم لم يزالوا مدبرين مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ] أخرجه البخاري و الترمذي [ عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في حديث ذكره قال : و أشار بيده إلى الشام فقال : ههنا إلى ههنا تحشرون ركبانا و مشاة و تجرون على وجوهكم يوم القيامة أفواهكم الفدام توفون سيعين أمة أنتم خيرها على الله و أكرمهم على الله و إن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه ] و في رواية أخرى ذكرها ابن أبي شيبة [ و إن أول ما يتكلم من الإنسان فخذه و كفه ]

فصل : قوله [ غرلا ] أي غير مخنوتين النقي الحواري و هو الدرمك من الدقيق و العفر بياض ليس بخالص يضرب إلى الحمرة قليلا و الفدام مصفاة الكوز و الابريق قاله الليث قال أبو عبيدة : يعني أنهم منعوا الكلام حتى تتكلم أفخاذهم فشبه ذلك بالفدام الذي يجعل على الإبريق و قوله [ أول من يكسى إبراهيم ] فضيلة عظيمة لإبراهيم و خصوص له كما خص موسى عليه السلام بأن النبي صلى الله عليه و سلم يجده معلقا بساق العرش مع أن النبي صلى الله عليه و سلم أول من تنشق عنه الأرض و لا يلزم من هذا أن يكون أفضل منه مطلقا بل هو أفضل من وافى القيامة على ما يأتي بيانه في أحاديث الشفاعة و المقام المحمود إن شاء الله تعالى

قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر في كتاب المفهم له : و يجوز أن

يراد بالناس من عداه من الناس فلم يدخل تحت خطاب نفسه و الله أعلم

قلت : هذا حسن لو لا ما جاء منصوصا خلافه فقد روى ابن المبارك في رقائقه : أخبرنا سفيان عن عمر بن قيس عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن علي رضي الله عنه قال : أول من يكسى خليل الله إبراهيم قبطيتين ثم يكسى محمد صلى الله عليه و سلم حلة حبرة عن يمين العرش ذكره البيهقي أيضا

و روى عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : إن

المؤذنين و الملبين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذن المؤذن و يلبي الملبي و أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم خليل الله ثم محمد صلى الله عليه و سلم ثم النبيون و الرسل عليهم السلام ثم يكسى المؤذنون و تتلاقهم الملائكة على نجائب من نور أحمر أزمتها من زمرد أخضر رحالها من الذهب و يشيعهم من قبورهم سبعون ألف ملك إلى المحشر ذكره الحليمي في كتاب منهاج الدين له.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته