أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي بعنوان:

* أول من تسعر بهم النار :

واشتد تحذير السلف من الرياء، وذمُّوه ذماً بليغاً؛ فهذا عمر بن

الخطاب رضي الله عنه ينظر إلى رجل يطأطئ رقبته، فيقول له: يا

صاحب الرقبة: ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلوب.

وقال علي رضي الله عنه: "للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط في الناس، ويزيد في العمل إذا أثنى عليه، ويُنقص إذا ذُم به"، وهذا أبو أمامة الباهلي يأتي على رجل وهو ساجد يبكي في سجوده يدعو فيقول له: أنت! أنت لو كان هذا في بيتك.

وقال الحسن البصري رحمه الله: "المرائي يريد أن يغلب قدر الله فيه، هو رجل سوء يريد أن يقول للناس هو صالح، فكيف يقولون وقد حَلَّ من ربه محل الأردياء"[ الكبائر (ص143) محمد بن عثمان الذهبي، دار الندوة الجديدة – بيروت.]

وقال بعض الحكماء: مثل من يعمل رياء وسمعة كمثل من ملأ كيسه

حصى، ثم دخل السوق ليشتري به، فإذا فتحه بين يدي البائع افتضح وضرب به وجهه، فلم يحصل له به منفعة سوى قول الناس: ما ملأ كيسه، ولا يُعطى به شيئاً، فكذلك من عمل للرياء والسمعة لا منفعة له في عمله سوى مقالة الناس، ولا ثواب له في الآخرة قال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً}(الفرقان:32) أي يبطل ثواب الأعمال التي قصد بها غير ربه تعالى، وتصير كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يُرى في شعاع الشمس[ الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/08) لابن حجر الهيثمي، تم التحقيق والإعداد بمركز الدراسات والبحوث بمكتبة نزار مصطفى الباز، الناشر: المكتبة العصرية، 1420هـ لبنان – صيدا – بيروت.]

فينبغي للمؤمن أن يهتمَّ بالإخلاص لله في أعماله، وأن يَحْذر الرياء فإنه أخفى من دبيب النمل، وليسْتَعِن بالله على تطهير قلبه منه، وليرق نفسه بهذه الرقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها إن أُخِذَتْ بصدق نفعت صاحبها بإذن الله تعالى جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: ((يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل)) فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نَتَّقِيه وهو أَخْفَى من دبيب النَّمْل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه)) [ رواه أحمد (18781)، وقال الألباني: "حسن لغيره"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب برقم (36).]

فواجب علينا جميعاً أن نخلص العمل، ونحذر الرياء وكل ما يخل أو ينقص أجر العمل، نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها صالحة، وأن يجعلها لوجهه خالصة. [ الأنترنت – موقع  إمام المسجد - أول من تسعر بهم النار ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته