أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الحادية عشرة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان :
شفاعة غير الأنبياء:
فإذا، أهل التوحيد هؤلاء الذين يخرجون بعدما يعذب العصاة منهم الذين كتب الله عليهم دخول النار، فالنبي ﷺ يخرج من الموحدين من النار خلقًا عظيمًا، جاء في الحديث: فيحد لي حدًا فأخرجهم[رواه البخاري: 7440، ومسلم: 495] يقال هؤلاء يا محمد ﷺ أنت يخرجون بشفاعتك من الموحدين العصاة في النار، فيخرجون، ثم الملائكة تشفع ويخرجون، ثم يخرج أيضاً المؤمنون، فيخرجون خلقًا آخر كثيرًا، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيرًا؟ ما تركنا واحدا في النار فيه خير، فيقول الله: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار ويخرجهم. الحديث [رواه مسلم: 472].
وعند مسلم في حديث جابر ثم يقول الله: أنا أخرج بعلمي وبرحمتي.
وفي حديث: أنا أرحم الراحمين، ادخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئًا[رواه أحمد: 15، وقال محققو المسند: "إسناده حسن"].
أسعد الناس بالشفاعة:
أهل الشفاعة من هم؟ من هم الذين ينالون الشفاعة؟
قال ﷺ: أسعد الناس بشفاعتي من قال:"لا إله إلا الله" خالصا[رواه البخاري: 99]فكيف نتصور واحد يقول: "لا إله إلا الله" وهو لا يصلي أبداً؟ كيف نتصور واحد يقول: "لا إله إلا الله" وهو يرضى بالتحاكم إلى غير الله؟ كيف نتصور واحد يقول: "لا إله إلا الله" وهو يطيع من يحل الحرام ويحرم الحلال فيتبعه عن اعتقاد في تحليل الحرام وتحريم الحلال؟ لا يمكن.
عدم إحراق نار جهنم لأعضاء سجود الموحدين العصاة :
-طيب-: هؤلاء الموحدين في النار العصاة عندما يخرجون كيف يعرفهم المؤمنون فيخرجونهم؟ المؤمنون الآن سيخرجون من النار هؤلاء أصحابهم فكيف يخرجونهم؟
قال النبي ﷺ: فيعرفونهم بعلامة آثار السجود[رواه البخاري: 6573]كما قال الله -تعالى-: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ[الفتح: 29]؛ لأن وجوههم لا تأثر فيها النار، فتبقى على حالها وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود[رواه البخاري: 6573] فهؤلاء الناس احترقوا حتى صاروا فحمًا إلا مواضع لم تحترق، ماهي؟ أثر السجود منهم.
قال القاضي عياض -رحمه الله-: "فيه دليل على أن عذاب المؤمنين المذنبين مخالف لعذاب الكفار"؛ لأن النار لا تأتي على جميع أعضائهم "إكراما لموضع السجود، وعظم مكانهم من الخضوع لله -تعالى-"[فتح الباري: 11/456].وهذا الحديث يدل على أن النار لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة، وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته