أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثامنة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :
*شرح حديث: "آخر أهل الجنة دخولا الجنة ":
هذا الحديث العظيم الجليل عن النبي ﷺ يبين فيه: آخر الناس الذين يخرجون من النار من الموحدين، ومنهم هذا الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً إليها، وآخر أهل النار من الموحدين خروجًا منها.
إخراج أناس من النار بشفاعة الشافعين:
قال في الحديث الذي رواه البخاري: حتى إذا فرغ الله من القضاء بين
عباده[رواه البخاري: 6573].
وفي رواية: حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار[رواه البخاري: 806]
والمراد إخراج الموحدين، وإدخالهم الجنة، واستقرار أهل النار في النار.
هذا الإخراج يقع بشفاعة محمد ﷺ.
أنواع شفاعة النبي ﷺ : وشفاعة النبي ﷺ أنواع:
الأولى: الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود الذي يرغب الأولون والآخرون فيه إلى الرسول الله ﷺ ليشفع إلى ربه كي يخلص العباد من أهوال المحشر؛ لأن الشمس فوق رؤوس العباد، وهم قائمون والشمس تصهرهم، والمقام خمسون ألف سنة، يغرق الناس في العرق، ويتمنون الانفكاك من هذا المحشر ولو إلى النار، فيفزعون إلى الأنبياء واحدًا بعد واحد، حتى يأتوا إلى النبي ﷺفيقول: أنا لها[رواه البخاري: 7510، ومسلم: 500]هذه الشفاعة العظمى، وهذا المقام المحمود.
الشفاعة الثانية: الشفاعة في أهل الذنوب من الموحدين الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها، أناس من الموحدين لكن عصاة، سيئاتهم أكثر من حسناتهم، استحقوا دخول النار، دخلوا النار، شفاعته عليه الصلاة والسلام لهؤلاء الموحدين أن يخرجوا من النار.
وذكر بعض العلماء: أن من شفاعته ر: شفاعته في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة، وفي آخرين قد أمر بهم إلى النار ألا يدخلوها.
وشفاعة له ﷺ في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم. وكذلك: الشفاعة في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب أن يدخلوها بغير حساب.
وكذلك شفاعته ﷺ في تخفيف عذاب عمه أبي طالب، حيث يخرجه الله به إلى ضحضاح من نار[رواه البخاري: 6208، ومسلم: 531] يكون أبو طالب في غمرات النار، بشفاعة النبي ﷺ يخرج إلى ضحصاح من نار يغطي قدميه فقط، لكن هذه التغطية تغلي منها دماغه، هذا هو أهون أهل النار عذابًا،وإنه يظن نفسه أنه أشدهم عذابًا.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته