أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والتسعون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والتسعون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

* والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار :

وقد أورد الألوسي في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور أنه قد روي عن حميد بن زياد أنه قال: "قلت يوما لمحمد بن كعب القرظي: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فيما كان بينهم من الفتن؟ فقال لي: إن الله تعالى قد غفر لجميعهم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم . فقلت له: في أي موضع أوجب لهم الجنة؟ فقال: سبحان الله ألا تقرأ قوله تعالى: والسابقون الأولون الآية فتعلم أنه تعالى أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الجنة والرضوان وشرط على التابعين شرطا. قلت: وما ذلك الشرط؟ قال: شرط عليهم أن يتبعوهم بإحسان وهو أن يقتدوا بهم في أعمالهم الحسنة ولا يقتدوا بهم في غير ذلك أو يقال: هو أن يتبعوهم بإحسان في القول وأن لا يقولوا فيهم سوءا وأن لا يوجهوا الطعن فيما أقدموا عليه، قال حميد بن زياد: فكأني ما قرأت هذه الآية قط"، فالصحابة قد اتفق العلماء على أنهم كلهم عدول. يقول الشنقيطي في أضواء البيان: "هو دليل قرآني صريح في أن من يسبهم ويبغضهم، أنه ضال مخالف لله جل وعلا؛ حيث أبغض من رضي الله عنه، ولا شك أن بغض من رضي الله عنه مضادة له جل وعلا، وتمرد وطغيان". ويقول ابن عطية: "نبهت هذه الآية من التابعين وهم الذين أدركوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نبه من ذكرهم قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار" فتأمله.  

وقد تقدم أن الإحسان هو الأعمال الحسنة، وهو الإيمان في قول، والإخلاص في آخر، والمعنى واحد، أنهم من اقتدوا بالصحابة في صالح أعمالهم. و"رضي الله عنهم" هو عنايته بهم وإكرامه إياهم ودفاعه أعداءهم، وأما رضاهم عنه فهو كناية عن كثرة إحسانه إليهم حتى رضيت نفوسهم لما أعطاهم ربهم. والإعداد: التهيئة. وفيه إشعار بالعناية والكرامة. قاله الطاهر بن عاشور في التحوير والتنوير.

إن هؤلاء هم من نقلوا الوحي لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أنبأنا الله سبحانه وتعالى أنه قد رضي عنهم فتعين أن نترضى عنهم، وأن نحذو حذوهم ونسير على طريقهم.. هذا الطريق هم يتقدمون فيه المسلمون من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبهم قد صار من بعد ومن قبل عنواناً لأهل السنة يمتازون فيه عمن ضل من الفرق التي تهدم الدين بهدم صورتهم والنيل من عدالتهم ومكانتهم، يقول ابن كثير: "فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة، رضي الله عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم، عياذا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبون من رضي الله عنهم؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون".

[الأنترنت – موقع المسلم - في نور آية كريمة.. "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار" - أمير سعيد ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته