أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والتسعون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والتسعون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*فضل العشر الأوائل من ذي الحجة :                              

وفيها يوم عرفة الذي هو أعظم الأيام، فعن عَائِشَةُ قالت: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ[صحيح مسلم، باب في فضل الحج والعمرة، برقم 1348.]

وفيها يوم النحر الذي هو أجلُّ الأيام، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا

بِهَا نَفْسًا"[ سنن ابن ماجه، باب ثواب الأضحية برقم 3126.]

وإذا كانت لهذه الأيام هذه القيمة وهذه المكانة، فإنه يستحب لمن أدركهــا أن يعمرها بطاعة الله تعالى، وبالإكثار من الأعمال الصالحة الطيبـة، وعلى رأس هذه الأعمال الإكثار من ذكر الله تعالى، فإنه إن كانت هذه الأيام أفضلَ الأيام، فإن ذكر الله هو من أفضل الأعمال؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].

وفي الحديث عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى[سنن الترمذي،كتاب الدعوات،باب منه.]

وهذا فضل لا يوازيه أي فضل، ولذلكم فإنه على العاقل أن يعرف قدر هذه العبادة، ويعلم أن شرف الذكر شرف للذاكر؛ قال تعالى:            ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، فذكر سبحانه وتعالى أن الجزاء من جنس العمل.

وفي الحديث القدسي يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُ[صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء.]

وقد كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران

ويكبِّر الناس بتكبيرهما[شرح صحيح البخاري لابن بطال،ج2، ص561.]، حرصًا منهما على الإكثار من ذكر الله في هـذه الأيام الشريفة.

[ الأنترنت – موقع الألوكة - فضل العشر الأوائل من ذي الحجة - الدخلاوي علال ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته