أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والسبعون في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة السادسة والسبعون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :
*هود.. أول من تكلم العربية :
القصة نسيج لحدث يحكي عبرة، ويوصل فكرة وقد حث القرآن عليه قال تعالى (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف: 176) وأحسن القصص ما قصه القرآن في كتابه قال تعالى (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) (يوسف: 3) فقصص القرآن حق لا يعتريه الزيغ ولا الكذب قال تعالى (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) (آل عمران: 62) ولقد قص علينا القرآن حكاية أمم غابرة يذكرنا بحالهم ومآلهم قال تعالى (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً) (طـه: 99) فذكرنا بأحوال قرى آمنت وأخرى عتت عن أمر ربها قال تعالى (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا) (الأعراف: 101) وأردف القرآن بقصص للأنبياء لا غنى للذاكرة عنها فذكرها وأعرض عن أخرى قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ
وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ).
وقصص الأنبياء في القرآن عبر وحكم يستنير بها الضال ويسترشد بها الحائر، قال تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف: 111)، فشأن القصة تثبيت الأفئدة وعظة من حكم الزمان مع الإنسان قال تعالى (وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (هود: 120). وسوف نعيش في رحاب القرآن نسترشد بقصصه ونتعظ بعبره ونستفيد من أحكامه فننال من الله تعالى السداد والقبول.
بعد أن أغرق الطوفان أهل الأرض جميعاً، لم ينج منهم أحد سوى نوح عليه السلام، ومن كان معه على السفينة، ولم يبق على الأرض غيره عليه السلام وذريته، وشاء الله تعالى أن يكتب العقم على من كان معه من الرجال، ليكون أهل الأرض كلهم من ذريته، حتى سمي «آدم الثاني».
وعندما توفي عليه السلام، كان له ثلاثة أبناء، هم سام وحام ويافث،
ومن ذريتهم تناسل العالم، فكانت بدايتهم على التوحيد والإيمان، لكن لما طال عليهم العهد به عليه السلام، وتعاقبت الأجيال، أخذ الجهل يدب في البشرية، وراح الشيطان يزين لهم الشرك، ويبعدهم عن عبادة الله، وأول من زين لهم الشيطان وعبدوا الأصنام بعد الطوفان، هم قوم عاد، وهم العرب الذين سكنوا منطقة يقال لها «إرم» من بلاد الأحقاف، وهي منطقة بين جبال حضرموت من أرض اليمن وعُمان، وكان قوم عاد يسكنون في الخيام الضخمة التي تثبت بالأعمدة، وتبهر الناظر إليها، يقول الله تعالى في وصفها: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بعاد * إِرَمَ ذَاتِ العماد * الَّتِي لَمْ يُخلق مِثْلُهَا فِي البلاد}.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته