أسمـــاء الله الحسنى وصفـــاته الحلقة الثانية والستون في موضوع الأول والآخـــر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والستون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*أول من يعبر الصراط ، وهل الصراط واسع أو ضيق؟ :

والقول الثاني: أن الصراط طريق دقيق، ضيق جدًا ، واستدلوا بـِما رواه

مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: "بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ

مِنْ الشَّعْرَةِ، وَأَحَـدُّ مِنْ السَّيْفِ"[ رواه مسلم برقم (183). ] وبنحوه عند أحمد جاء مرفوعًا من حديث عائشة - رضي الله عنها[رواه أحمد برقم (24793) ] وجاء عند الحاكم من حديث سلمان مرفوعًا أنه كحد الموسى، والله أعلم بالراجح.

ومن خلال الخلاف السابق تبيَّن لنا صفة الصراط، وأنه ممدود فوق جهنم عليه كلاليب، وخطاطيف تخطف الناس بحسب أعمالهم - نسأل الله السَّلامة والتجاوز -.

يقول القرطبي رحمه الله مصورًا المرور على الصراط: "تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار، المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلًا عن حدة الصراط.

فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدته، واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثاني، والخلائق بين يديك يزلون، ويعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف، والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم، وتعلوا أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجاز ما أضيقه".

نسأل الله تعالى حسن التجاوز، فيا رب امنُن علينا بهداية، وكثرة طاعة تجيزنا الصِّراط بسرعة فائقة، نبلغ بعدها المنازل العالـية.مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"[الأنترنت – موقع  الألوكة - أول من يعبر الصراط، وهل الصراط واسع أو ضيق؟ - الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته