أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والخمسون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والخمسون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*ست قواعد لكسب الآخرين :

2- امنح الآخرين الثقة بأنّهم قادرون

إذا أردت من شخص طلب عمل يحتاج إلى شجاعة، فما عليك إلا أن تخبره بأنك واثق من شجاعته، ذلك أن إنجاز أي عمل في حاجة إلى ثقة بقدره. فالمؤلف لا بد أن يمتلك مقداراً  كافياً من الثقة بحجم مايريد الكتابة عنه، والمقاتل لا بد أن يمتلك من الثقة بما يعادل حجم العملية القتالية التي ينوي القيام بها. وما دامت الثقة لا تولد بالضرورة مع الإنسان، وليست موجود فيه دائماً، فينبغي أن يشحنها باستمرار في ذاته، سواء أكان ذلك بتشجيع من الآخرين أو من نفسه. فلزرع الثقة في الآخرين لا نحتاج إلى أكثر من الكلام وتحريك اللسان. فلا تبخل بزرع الثقة في الناس، ولا تظن أن الثقة مخزون كامن في النفس البشرية، ولا تقل إن من يثق بنفسه ليس بحاجة إلى من يشجعة عليها. الثقة هي عملة يتبادلها الناس فيما بينهم، وكذلك الإحباط، والفرق هو أن الا حباط عملة مُزورة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بينما الثقة عملة سليمة. فإذا أردت إصلاح الآخرين فإن من واجبك أن تؤكد لهم ثقتك بقدرتهم على التغيير نحو الصلاح، وإذا أردت أن تقنع مجموعة من الناس على التغيير الجذري في حياتهم، فلا بد أن يثقوا بأنهم فعلاً في حجم ذلك التغيير، وأنك واثق في قدرتهم على تحقيق ما يريدون. يقول أحد الناجحين: أن في وسعك أن تجعل أي إنسان ينقاد إليك عن طبيب خاطر، إذا أظهرات له انك تحترم فيه ولو نوعاً واحداً من المقدرة. من هنا إذا كنت مدير وأردت الا ستفادة من سخص في ناحية ما، فما عليك إلا أن تؤكد له بأن هذه الناحية بالذات هي من نواحي القوة فيه، ومن الخطأ أن تطلب من شخص، مثلاً، أن يلقي محاضرة ثم تقول له : أنا أطلب منك ذلك، بالرغم من أنني واثق بأنك غير قادر على هذا الأمر، لأن هذا يعني أنك تقضي عل كلّ مالديه من  الثقة بالنفس، ومع فقدان الثقة بنفسه كيف سيتمكن من تحقيق النجاح؟ إن زرع الثقة في نفس الآخر، والإيحاء له بقدرته على إنجاز العمل، سيشجعانه على الاحتفاظ بهذه الثقة، وعدم تخييب ظنك فيه.

3- أخبرهم بحسناتهم وشجعهم على فعل الخير

تلك قاعدة أخرى من قواعد التأثير في الآخرين، وهي من أنجح الطريق وانفعها، وأقربها إلى تحقيق أهدافك. غير أن أغلب الناس يتصرفون خلاف ذلك.

فهم عادة ما يلجأون إلى أسلوب الحديث السلبي، والتذكير بالأخطاء فقط، ظناً منهم أن هذا التذكير سيسهم في إزالة السلبيات وتصحيح الأخطاء. ولا شك في أن هذا الأسلوب خاطئ، سواء أكان مع الناس أم الأصدقاء. والأسلوب السليم هو ذكر الحسنات، والتشجيع عليها، وفقاً لمبدأ إزالة السيئات بالحسنات،  وطرد الفساد بالإصلاح. فعندما تريد إزالة الظلام لا يكفي أن تلغيه، بل لا بد أن تشعل شمعة، وبعدها سيتخذ الظلام طريق الهروب. وفي ما يرتبط بالمجتمع، مسؤوليتك أن تشعل في قلوب من حولك شموع الآمال، بدل أن تلعن ظلمات الصفات السيئة الكامنة داخلهم.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته