أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والأربعون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والأربعون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*أثر القدوة الحسنة على الآخرين :

وأن نكون قدوة صالحة في أقوالنا وأعمالنا وسائر تصرفاتنا أينما كنا رجالًا ونساء علماء وغير علماء وأمراء وغير أمراء يجب أن يكون الجميع قدوة صالحة، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يحذروا كل ما حرم الله ورسوله، وأن يبذلوا الوسع في هذا الخير العظيم، وبذلك تحصل لهم العاقبة الحميدة والنصر على الأعداء والحماية من كل سوء، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128]، فمن اتقى الله وجاهد في سبيله وقصد الخير وأراده وعمل ما استطاع في ذلك فالله ينصره ويعينه ويكون معه كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، وقال سبحانه: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج:40-41].

وقد سمعتم في الندوة حديثًا عظيمًا يجب أن يكون على البال، قد وضح فيه النبي ﷺ المثال العظيم، أروع مثال وأعظم مثال لصلاح الأمة وفسادها ولموقف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولموقف ضدهم، مثال عظيم إذا تأمله المؤمن عرف عظم شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعظم الخطر في ترك ذلك، وهو أنه قال ﷺ: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة القائم على حدود الله، يعني: الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والواقع فيها: في المحارم كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، صاروا طائفتين: إحداهما في الطابق الأعلى، والثانية في الطابق الأسفل، فكان الذين في الأسفل إذا أرادوا أن يستقوا مروا على من فوقهم ليجذبوا الماء من فوق لحاجتهم، فقالوا: فيما بينهم لو أننا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا، قال النبي ﷺ: فإن هم تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا، هذا مثل المصلحين والمفسدين هذا مثلهم العظيم، مثل أصحاب السفينة الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم القائمون على حدود الله، هم الذين إذا أخذوا على أيدي السفهاء نجت السفينة بإذن الله، وسلم الناس بإذن الله، وإذا تركوا الناس وأهملوهم وأعرضوا عنهم هلكوا كما تهلك السفينة بدخول الماء في الطابق الأسفل، ثم تثقل وتغرق بأهلها، فالمصلحون هم أسباب النجاة، والمفسدون هم أسباب الهلاك، فعليك -يا عبد الله- أن تحرص أن تكون من المصلحين ومن الذين يسعون في الصلاح والنجاة، وعليك أن تحذر أن تكون من أسباب الهلاك والدمار.

[ الأنترنت – موقع الشيخ ابن باز - أثر القدوة الحسنة على الآخرين ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته