أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة عشرة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*مَعْنَى الاسْم فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى :

قَالَ الفَرَّاءُ: قَوْلُهُ تعالى ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ ﴾: يُرِيدُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، و﴿ وَالْآخِرُ ﴾: بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ[معاني القرآن (3/ 132).]

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "هُوَ (الأَوَّلُ) قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ حَدٍّ، و(الآخِرُ) بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ نِهَايَةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلاَ شَيْءَ مَوْجُودًا سِوَاهُ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ فَنَاءِ الأشْيَاءِ كُلِّهَا، كَمَا قَالَ جَل ثَنَاؤُهُ ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]"[ جامعُ البيان (27/ 124).]

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: "(الأَوَّلُ) هُوَ مَوْضُوعُ التَّقَدُّمِ والسَّبْقِ. وَمَعْنَى وَصْفِنَا اللهَ

تَعَالَى بِأنَّهُ أَوَّلُ: هُوَ مُتَقَدِّمٌ للحَوَادِثِ بِأَوْقَاتٍ لاَ نِهَايَةَ لَهَا؛ فَالأشْيَاءُ كُلُّهَا وُجِدَتْ بَعْدَهُ، وَقَدْ سَبَقَهَا كُلَّهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ"        [ تفسير الأسماء (ص: 59 - 60).]

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ السَّابِقُ للأشْيَاءِ كُلِّهَا، الكَائِنُ الذِي لَمْ يَزَلْ قَبْلَ وُجُودِ الخَلْقِ، فاسْتَحَقَّ الأَوَّلِيَّةَ إِذْ كَانَ مَوجُودًا وَلاَ شَيْءَ قَبْلَهُ وَلاَ مَعَهُ. ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيثَ"[ شأن الدعاء (ص: 87).]

وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(الأَوَّلُ): الذِي لاَ قَبْلَ لَهُ، وَالآخِرُ هُوَ الذِي لاَ بَعْدَ لَهُ، [وَهَذَا لِأَنَّ] "قَبْلَ وَبَعْدَ" نِهَايَتَانِ، فَقَبْلَ نِهَايَة المَوْجُودِ مِنْ قبلِ ابْتِدَائِه، وَبَعْدَ غَايَتِهِ مِنْ قبلِ انْتِهَائِهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلاَ انْتِهَاءٌ لَمْ يَكُنْ للمُوْجُودِ قَبْلٌ وَلاَ بَعْدٌ، فَكَانَ هُوَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ"[المنهاج (1/ 188)، وذكره ضمن الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه، والاعتراف بوجوده، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 11).]

وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ الذِي لاَ ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ"[ الاعتقاد (ص: 63).]

وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:

 هُوَ أوَّلٌ هُوَ آخِرٌ هُوَ ظَاهرٌ  *** هُوَ بَاطِنٌ هي أَرْبَعٌ بِوزَانِ

   مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَه  *** شَيءٌ تَعَالَى اللهُ ذُو السُّلطَانِ

     مَا فَوْقَه شَيْءٌ كَذَا مَا دُونَه*** شَيءٌ وَذا تَفْسِيرُ ذي البُرهَانِ

       فانْظُرْ إِلَى تَفْسِيرِهِ بَتَدبُّرٍ ****وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ

  وَانْظُرْ إِلَى مَا  فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ  *** مَعْرِفَةٍ لِخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ      

   [النونية (2/ 213).]

ووُرُدُ فِي القُرآنِ الكريمِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]

[ الأنترنت – موقع الألوكة - معنى الأول والآخر- الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته