أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العاشرة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة العاشرة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*معنى اسم الله الأول :

   إن العلم بمعاني أسماء الله والتفكر بها فوائد جمة وحكم عديدة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ"،ومعنى إحصاءها أي حفظها والتفكر بها والعمل بمقتضاها ومعرفة معانيها ودلالاتها، ولم يرد ذكر اسم الله الأول في القرآن الكريم إلا مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقد ارتبط اسم الله الأول باسمه الآخر. كما ورد اسم الله الأول في الحديث الشريف ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم -في دعائه : "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ"، ويتبيّن من هذا الحديث أن معنى اسم الله الأول المتقدم على جميع الموجودات، فالله -سبحانه- أول بلا بداية وآخر بلا نهاية، أوليته مطلقة لا يحدها حد ولا يحصرها زمان، والله -عزّ وجلّ- الأول في كل صفاته العظيمة كالسمع والبصر والحياة والقيومية والإحاطة، وهو -سبحانه- مستغنٍ عن كل شيء استغناءً مطلقًا، بالإضافة إلى كونه -عزّ وجلّ- أول في كماله لا يشابهه ولا يماثله أحد، فالنقص والعجز صفة ملازمة للخلق منزه عنها -سبحانه وتعالى- وهو الذي قال في كتابه العزيز: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[الأنترنت – موقع سطور - معنى اسم الله الأول بواسطة: الخنساء الصالح ]

*معنى الأول والآخر :

أَوَلًا: الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (الأَوَّلِ)[ الأسماء الحسنى للرضواني (2/ 23 - 27) ]

الأَوَّلُ في اللُّغَةِ عَلَى وَزْنِ أَفْعَلَ، تَأْسِيسُ فِعْلِه مِنْ هَمْزَةٍ ووَاو ولَامٍ، آلَ يَؤُولُ أَوْلًا، وقَدْ قِيلَ مِنْ وَاوَينِ ولامٍ، والأَوَّلُ أَفْصَحُ وهُوَ في اللُّغَةِ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ للمَوْصُوفِ بالأَوَّلِيَّةِ؛ وهُوَ: الذِي يَتَرَتَّبُ عَليهِ غَيْرُه، والأَوَّلِيَّةُ أَيْضًا: الرُّجُوعُ إلَى أَوَّلِ الشَّيْءِ، ومَبْدَؤُه أو مَصْدَرُه وأَصْلُه، ويُسْتَعْمَلُ الأَوَّلُ للمُتَقَدِّمِ بالزَّمَانِ كقولِك: عَبْدُ المَلِكِ أوَّلًا ثُمَّ المنْصُورُ، والمتَقَدِّمُ بالرياسَةِ في الشيءِ وكَوْنُ غَيْرِه مُحْتَذِيًا به نَحوَ: الأميرِ أوَّلًا ثُمَّ الوزيرِ، والمتَقَدِّم بِالنِّظَامِ الصِّنَاعِي نَحْوَ أنَ يُقَالَ: الأَسَاسُ أَوَّلًا ثُمَّ البِنَاءُ[مفردات ألفاظ القرآن (ص: 100)، وكتاب العين (8/ 368)، واشتقاق أسماء الله (ص: 204).]

والأوَّلُ سُبْحَانَهُ هُوَ الذِي لم يَسْبِقْه في الوجُودِ شَيْءٌ، وهُوَ الذِي عَلَا

بِذَاتِه وشَأْنِه فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ، وهُوَ الذِي لا يَحْتَاجُ إلى غَيْرِهِ في شيءٍ، وهُوَ

المسْتَغْنِي بِنَفْسِه عَنْ كُلِّ شَيءٍ[السابق (ص: 100)، والأسماء والصفات للبيهقي (ص: 25).]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته