المؤمن الحلقة11

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (المؤمن ) وسيكون عنوانها : *العلاقة بين الإيمان والإسلام قال تعالى { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا } قال الأزهري فإن هذا يحتاج الناس إلى تفهمه ليعلموا أين ينفصل المؤمن من المسلم وأين يستويان فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدنا رسول الله وبه يحقن الدم فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته فأما من أظهر قبول الشريعة استسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدق فذلك الذي يقول : أسلمت ؛ لأن الإيمان لا بد من أن يكون صاحبه صديقا لأن الإيمان التصديق فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر المسلم التام الإسلام مظهر للطاعة مؤمن بها المسلم الذي أظهرالإسلام تعوذا غير مؤمن في الحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلم قال وإنما قلت إن المؤمن معناه المصدق لأن الإيمان مأخوذ من الأمانة لأن الله تعالى تولى علم السرائر وثبات العقد وجعل ذلك أمانة ائتمن كل مسلم على تلك الأمانة الفرق بين الإسلام والإيمان من المسائل التي أطال العلماء في بيانها في كتب العقائد ، وحاصل ما يقررونه في هذا : أنه إذا ورد أحد هذين اللفظين مفردا عن الآخر فالمقصود به دين الإسلام كله ، ولا فرق حينئذ بين الإسلام والإيمان . وأما إذا ورد هذان اللفظان معًا في سياق واحد ، فالإيمان يراد به : الأعمال الباطنة ، وهي أعمال القلوب كالإيمان بالله تعالى ، وحبه وخوفه ورجائه سبحانه وتعالى والإخلاص له . وأما الإسلام : فيراد به الأعمال الظاهرة التي قد يصحبها الإيمان القلبي ، وقد لا يصحبها فيكون صاحبها منافقا أو مسلما ضعيف الإيمان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" اسم " الإيمان " تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الإسلام ، ولا باسم العمل الصالح ، ولا غيرهما ، وتارة يذكر مقرونا بالإسلام كقوله في حديث جبرائيل : (ما الإسلام ... وما الإيمان) ، وكقوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فلما ذكر الإيمان مع الإسلام :جعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة : الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج ... وجعل الإيمان ما في القلب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .... وإذا ذكر اسم الإيمان مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والصلاة والسلام على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته