المؤمن الحلقة10

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العاشرة في موضوع (المؤمن ) وسيكون عنوانها : *ثالثاً : توحيد الأسماء والصفات: المقصود بتوحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم لكمال الله المطلق ونعوت جلاله، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وما تدل عليه ألفاظها من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، قال الله - سبحانه -: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ؛ فيُدعى ويتوسل إليه بها قال - تعالى - : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } ، وقال : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } والواضح من هذا الذي ذكرنا أن توحيد الأسماء والصفات يقوم على ثلاثة أسس: 1- تنزيه الله عن مشابهة الخلق وعن أي نقص. 2- الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة دون تجاوزها بالنقص منها أو الزيادة عليها أو تحريفها أو تعطيلها. 3- قطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات. فأما الأساس الأول : فهو تنزيه الله - عز و جل - عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات الخلق، وهذا الأصل يدل عليه قوله - تعالى -: { ليس كمثله شيء } ، وأما الأساس الثاني : فيقتضى وجوب الاقتصار فيما يثبت لله - تعالى - من الأسماء والصفات على ما ورد منها في القرآن الكريم أو في السنة الثابتة، وأما الأساس الثالث : فيقتضى من العبد المكلف أن يؤمن بتلك الصفات والأسماء المنصوص عليها في الكتاب والسنة من غير سؤال عن كيفيتها، ولا بحث عن كنهها وذلك لأن معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، لأن الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها، وذات الله - عز و جل - لا يسأل عن كنهها وكيفيتها، فكذلك صفاته - سبحانه وتعالى - لا يصح السؤال عن كيفيتها. ولذلك أثر عن كثير من السلف أنهم قالوا عندما سئلوا عن كيفية استواء الله - عز وجل -: " الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " فاتفق السلف على أن الكيف غير معلوم لنا ، وأن السؤال عنه بدعة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والصلاة والسلام على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته