المؤمن الحلقة 6

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة في موضوع (المؤمن ) وسيكون عنوانها : أنواع التوحيد الإيمان بالله - سبحانه - يتضمن توحيده في ثلاث : 1- الإيمان بربوبيته.2- الإيمان بألوهيته.3- الإيمان بأسمائه وصفاته. وتفصيل ذلك فيما يلي : *أولاً : توحيد الربوبية وهو الإقرار بأنه - سبحانه - هو الخالق والمالك لهم، ومحييهم ومميتهم ونافعهم وضارهم، ومجيب دعائهم عند الاضطرار، والقادر عليهم ومعطيهم ومانعهم، وله الخلق وله الأمر كله كما قال - سبحانه وتعالى - عن نفسه: { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } ومما يدخل في هذا التوحيد الإيمان بقدر الله – سبحانه - : أي الإيمان بأن كل محدث صادر عن علم الله وإرادته وقدرته، وأنه علم ذلك في الأزل وقدره وكتبه فهو يقع على مراده سبحانه ولا يخرج عنه أحد من خلقه. وقد أفصح القرآن الكريم عن هذا النوع من التوحيد جد الإفصاح ولا تكاد سورة من سوره تخلو من ذكره أو الإشارة إليه، فهو كالأساس بالنسبة لأنواع التوحيد الأخرى؛ لأن الخالق المالك المدبر، هو الجدير وحده بأن يوحد بالعبادة والخشوع والخضوع، وهو المستحق وحده للحمد والشكر، والذكر، والدعاء، والرجاء، والخوف، وغير ذلك .. والعبادة كلها لا تكون ولا تصح إلا لمن له الخلق والأمر كله. ومن جهة أخرى فإن الخالق المالك المدبر هو جدير وحده بصفات الجلال والجمال والكمال؛ لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين، إذ يستحيل ثبوت الربوبية والملك لمن ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير ، ولا قادر ، ولا متكلم ، ولا فعَّال لما يريد، ولا حكيم في أقواله وأفعاله. ولهذا فإنا نجد أن القرآن الكريم قد ذكر هذا النوع من التوحيد في مقام الحمد لله، وعبادته والانقياد له، والاستسلام، وفي مقام بيان صفاته الجليلة وأسمائه الحسنى.- ففي مقام الحمد يتلو المسلم في كل ركعة يصـــليها: { الحمـد لله رب العالمين } ، وقوله - سبحانه وتعالى -: { فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالميـن } - وفي مقام الاستسلام والانقياد له - عز وجل -: { قل إن هُدى اللهِ هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين } - وفي مقام التوجه لله - عز وجل - وإخلاص القصد إليه قال - سبحانه وتعالى -: { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والصلاة والسلام على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته