سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الضار النافع " الحلقة 15
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع ( الضار النافع ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : الضار النافع :
قال بعضهم: الضار ؛ الذي يضر من يشاء من خلقه، حيث هو خالق الأشياء خيرها وشرها، نافعها وضارها، والنافع ؛ هو الذي يوصل النفع إلى من يشاء من خلقه، حيث هو خالق النفع والضر، والخير والشر.
يقول الإمام الرازي: إن الضار النافع وصفان: إما أن يُعتبرا في أحوال الدنيا، أو في أحوال الدين. أما الأول فهو أن الله تعالى مُغنٍ هذا، ومُفقر ذاك ومعطٍ الصحة لهذا والمرض لذاك. وأما في أحوال الدين فهو يهدي هذا إذا شاء الهداية، ويُضِل ذاك إذا أصر على الضلال، تطلب الهدى فَيَهديك، وتطلب الضلال فَيُضلك. يقول الإمام القشيري: " إن الضار والنافع ؛ اسمان من أسماء الله تعالى، أوصـفـتـان وفي معناهما إشارة إلى التوحيد" ؛ وهو أنه لا يصيب عبداً ضرٌ ولا نفع ولا خيرٌ ولا شرٌ إلا بمشيئة الله. وقضائه وقدرته ؛ فَمن استسلم لِحِكمة الله، عاش في راحة، ومن أبى وقع في كل آفة، ورد في
الحديث القدسي:( أنا الله لا إله إلا أنا، من لم يستسلم لِقضائي، ولم يصبرعلى بلائي، ولم يشكر على نَعمائي، فَلْيَطلب رباً سواي )
ونختم ببعض الآيات المتعلقة بهذا الاسم، يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَاضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)﴾ (سورة الأعراف)
ويقول لسيدنا رسول الله: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلَا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49)﴾(سورة يونس)وفي سورة النحل: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ
إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)﴾(سورة النحل) وقال تعالى:﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)﴾(سورة الروم)
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .