سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الضار النافع " الحلقة 14
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع ( الضار النافع ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : الضار النافع :
يقول بعض العارفين: " يا إلهي، أسألك أن تشهدني اسمك النافع، فلا
أركن على غيرك يا ولي يا واسع "، أحياناً يركن الإنسان للأغنياء والأقوياء، ويركن لمن ينفعه وينسى ربه. أما الصاحي فلا يركن إلا لله لأنه لا يرى إلا الله عز وجل وحده هو النافع ؛ إلهي أسألك أن تشهدني اسمك النافع، فلا أركن إلى غيرك. ـ ومن بعض العِقاب الإلهي، أن يسوق الله لك بعض الخير، على بعض عباده، فَتَركن إليهم، وتُحبهم وهم مُسَخرون لك ـ واجعلني نافعاً لِجميع عبادك،راضياً عنك في جميع مُرادك، إنك على كل شيء قدير.
قال بعض العلماء: " الضار والنافع: اسمان أو وصفتان يدلان على تمام
القدرة الإلهية؛ فلا ضرَّ ولا نفعَ ولا شرَّ ولا خيرَ إلا وهو بإرادة الله "، هذا الكلام لو نعقِله حقَّ العقل، و نصدِّقه حقَّ التصديق، لأُزيلت من أنفسنا كُل المتاعب، وكل الهموم، ولذلك يقول الله عز وجل:
﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾( سورة النساء: الآية 78 )
النفع من الله، والضر من الله. - الآن دخلنا في موضوع جديد - لكن سبب الضر مِمَّن ؟ الفاعل هو الله. مثلاً لو أصدر الأستاذ قراراً بِتَرسيب طالب، فالذي أصدر هذا القرار هو المدرِّس أو المدير، لكن لماذا رسَّبه ؟ السبب من الطالب. لذلك ينبغي أن تُراعى الحقيقة في هذا الموضوع، فيجب أن تنسُب الضر لِنفسك، ويجب أن تنسب النفع إلى الله عز وجل والدليل قوله تعالى:﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82)﴾( سورة الشعراء )قال: { وَإِذَا مَرِضْتُ } ولم يقل وإذا أمرضني ؛ لأن أصل المرض خروج عن منهج الله، والآية الكريمة:﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ
مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (79)﴾( سورة النساء )
فالحسنة من الله فِعلاً، ومن الله تفضلاً. والسيئة من الله فِعلاً، ومن العبد سبباً. لذلك عُزيت السيئات للإنسان. النقطة الدقيقة أن كل عمَلٍ منسوب إلى الله، حتى فاعلية الأشياء منسوبة إلى الله، فالله تعالى لو لم يشأ للسِّكين أن تقطع لما قطعت، لذلك سكين سيدنا إبراهيم لم تذبح ابنه إسماعيل. والنار التي وُضع بها لم تحرِقه. ويجب أن نعتقد أن فاعلية الأشياء بيد الله لذلك علماء التوحيد لخَّصوا هذه الحقيقة بِكلمة: " عندها لا بها "، أيْ الأشياء تفعل فعلتها بِمشيئة الله لا بقوة فيها، حتى الدواء لا يفعل فِعله حتى يشاء الله، لكُلِّ داءٍ دواء فإذا أصاب الدواء الداء، بَرِءَ بإذن الله، حتى الدواء لا يفعل فِعله إلا بِمشيئة الله.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .