سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الضار النافع "الحلقة 13

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع ( الضار النافع ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : الضار النافع :

والله سبحانه وتعالى لحكمته البالغة،قد يسوق لعَبده العاصي بعض الشدائد

قال النابلسي : زارني رجل عَقِب درس من دروس الأحد وقال لي  :

أريد أن ألتقيك، وقال لي بالحرف الواحد: أنا يا أستاذ تربيت عند رجل مُلحد، وذلك أني كنت اشتغل عنده. فكان يقول له: ليس هناك إله، وليس هناك آخرة، وافعل ما تشاء. وبِناءً على كلامه: ما من معصية تَعرفها إلا فعلتها، عدا القتل فما قتلت، أما ما سوى ذلك فقد مارست كل شيء ! والأموال بين يديَّ كثيرة، واللذائذ وفيرة، والمباهج كثيرة، وأنا منغمس في كل المعاصي والآثام إلى قِمة رأسي ـ قصة طويلة جداً ولكن أسوق لكم ملخَّصها ـ : قال لي فجأة سُحب البِساط من تحت قدميّ، خُتم المحَل، أودع شريكي في السجن بِتُهمة كبيرة جداً. وانقطع دخْلي فجأةً، وعليّ ديون كنت أسدها من دخْل المحل، وكُشِف أمري، فاضطررت أن أعمل عملاً دون مكانتي بكثير، كي أُؤمن طعام يومي، وساق الله إلي الأمراض والشدائد، ـ وقد وصف لي حالته وكأن مطرقة على رأسه ـ وقال لي: والله لا أملك ثمن الدواء، ولا ثمن الطعام، وأذلني الله ذُلاً شديداً، ودخلت المسجد أول مرة في حياتي كي أُصلي، و تُبت إلى الله، واصطلحت معه.               والله بعدما خرج ، دمِعت عيناي وقلت: يا رب ما أحكمك وما أرحمك، لو جعلت هذا الإنسان يمشي كما يريد إلى نهاية الطريق، لاستحق النار ؛ ولكن من رحمتك به أنك سُقت له هذه الشدائد، حتى حملْته على التوبة.

 وكلما كان الانحراف، أشد كانت الضربة قاسية. فتجد أحياناً إنساناً بنظرة قاسية يرتجع وآخر بِضربة يرتجِع، والآخر بالكلام، والآخر بالضرب، وهناك من لا ينفع معه إلا الضرب المبرّح،والآخر بالتعذيب،فكلما كانت حساسية ورِقَّة ؛ قال له: يا رب عصيتك فلم تعاقِبني ! قال: عبدي، قد عاقبتك ولم تدرِ ؛ ألم أحرِمك لذة مناجاتي ؟ إذْ هناك من إذا وجد في صلاته عدم الخشوع، يشعر وكأنه عوقب عقاباً أليماً. وهناك من لا يهتز حتى تأتيه المصيبة الكبيرة كي يتعظ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .