سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الضار النافع "الحلقة 12
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع ( الضار النافع ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : الضار النافع :
النافع لا يقتصر على الدنيا وإنما على الدنيا، والآخرة ؛ فالذي يمنح الصحة هوالنافع والذي يمنحك الغنى والسعادة والحياة والهداية والتقوى هو النافع ، وهو الذي أوصل كل هذه النعم إلى خلقه، ووصل نِعَمَ الدنيا بِنعَمَ الآخرة ؛ فالنافع يشمل منافع الدنيا، ومنافع الآخرة. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:((اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا...))
معنى ذلك أن الدنيا تُكمل الآخرة، والآخرة تكمل الدنيا. والمؤمن يطلب حسنة الدنيا والآخرة، من أكثر الأدعية التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم: (عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمّ:َ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ) (رواه البخاري ومسلم) ما الذي يمنع أن تسأل الله حسنة الدنيا وحسنة الآخرة ؟
والإنسان عندما يستقيم على منهج الله، يهده الله سُبُلَ السلام. فسُبحانه لا يُرضيه أن يُعذِّبك. تصوّر حالة أبٍ، له ابن يحبُّه حباً لا يوصف، ووجد معه خمساً وعشرين ليرة، فيقول له: من أين لك هذه ؛ فيقول: أخذتها من رفيقي وهو لا يدري، هذا الأب العاقل ألا يجد نفسه مضطراً إلى أن يؤدِّب ابنه ؟ أنا والله أعتقد أن الأب الرحيم حينما يؤدب ابنه، يتألم عشرة أضعاف آلام ابنه، ومع ذلك فلا بد من إيقاع الضرب فيه، أو التجربة المؤلمة. فالإنسان الرحيم يرى من الضرورة أن يوقع في الذي يحبه ألَماً رادعاً، لا أدري من منكم ذاق هذه التجربة، وهو أن يضرب ابنه ويتألم أشد من أَلَمِ ابنه لرحمة. فالله عز وجل لا يُرضيه أن يُذِلَّك، ولا يرضيه أن يُفقِرك لا يرضيه أن يحبِس حرِّيتك، ولا يُرضيه أن يُمرضك، وأن تكون في مؤخِّرة الركب. الإذلال، والإفقار، وحبْس الحرية، والخوف، والهم، والحزن ؛ هذه لا تُرضي الله عز وجل ؛ لأن الله " حيِي كريم يستحي من عبده إذا
بسط إليه يديه أن يردهما فارغتين ".
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .