سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق " الحلقة 248
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثامنة والأربعون بعد المائتين في موضوع (الرفيق) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان :أهداف وغايات الرفق :
4- بلوغ الغاية بأيسر السبل: من المعلوم أن تقديمَ أيِّ فكرة، أو عرضَ أيِّ مسألة، أو سؤالَ أيِّ حاجة، إذا ما تمَّ بأسلوب رفيق لطيف، حقّق قبولاً ونجاحاً، وما ذاك إلا لأن الرِّفق مفتاح القلوب.
فالتَّعامل بالرِّفق هو الاختيار الأمثل لتحقيق الغايات، والوصول إلى النتائج المرجوّة من النّجاح وتحقيق الأهداف، بأيسر السُّبُل، وبدون مشقَّة وعناء، يدلُّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ من شيءٍ إلا شانَهُ ))
5- توطيد العلاقات وتقوية الأواصر: تطرأ في حياة الإنسان بعض الأمور التي ليست بحسبانه، فإذا ما استخدم لها الحكمة، وعالجها برفق، اجتازها بنجاح وتفوُّق، وذلك لما في الرِّفق من أسرار وخصائص عظيمة، فبسببه تهوي الحواجز، وتُخْتَصر المسافات، وتقوى الصِّلات، وتزول الضغائن والأحقاد من القلوب، ويحصل المطلوب، أما العُنْف والشدَّة والغلظة فلا تحَقِّق إلا النُّفْرة، والبُغْض، والقطيعة. قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾آل عمران: 159].
وقد ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أروعَ الأمثلة في معالجة المواقف الطارئة بالرِّفق، حينما قام أعرابيٌّ جافٍ أو حديثُ عهد بالإسلام فبال في مسجده! فتناولَه النَّاسُ. فقال لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( دَعُوه، وهَرِيقُوا على بوله سَجْلاً من ماء - أو: ذَنُوباً من ماء - فإنما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرين، ولم تُبْعَثوا مُعَسِّرين )) رواه البخاري وفي رواية له: فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم. والتفت صلى الله عليه وسلم للأعرابي قائلاً:(إنَّ هذه المساجدَ لا تصلُحُ لشيءٍ من هذا البولِ ولا القَذَرِ،إنما هي لِذكْرِالله عزَّ وجل والصَّلاة وقراءةِ القرآن) رواه مسلم.
وعن معاويةَ بنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قال: بينا أنا أصلِّي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ عطس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله. فرماني القومُ بأبصارِهم، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ! ما شأنُكم تنظرون إليَّ؟!. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذِهم، فلمّا رأيتُهم يُصَمِّتُونَني لَكنِّي سَكَتُّ، فلمّا صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم -فبأَبي هو وأمّي، ما رأيْتُ مُعَلِّماً قبله ولا بعده أحسنَ تعليماً منه، فو الله ما كهرني، ولا ضربَني، ولا شتمَني - قال:(إنَّ هذه الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فيها شيءٌ من كلامِ النَّاسِ،إنَّما هو التَّسبيحُ والتَّكبيرُ وقراءةُ القرْآنِ ) الحديث رواه مسلم. [ الأنترنت- الألوكة - أهداف وغايات الرفق - أ. د. حسن محمد عبه جي ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .