سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق " الحلقة 247
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والأربعون بعد المائتين في موضوع (الرفيق) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان :أهداف وغايات الرفق :
يتطلَّعُ المسلم من خلال تحلِّيه بالرِّفق إلى تحقيق جملة من الغايات والأهداف، أجملها في النقاط التالية:
1- تحقيق الطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم: حينما يتحلّى المسلم بالرِّفق استجابة لأمر الله تعالى، وتأسّياً بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله، يكون قد بلغ الغاية، وحقّق أعظم هدف يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق إليه المؤمنون، ألا وهو تحقيق الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71].
2- تقديم الإسلام في صورته الصحيحة:
إن وفرة النُّصوص التي تحثُّ على الرِّفق وتُرَغِّب فيه تعطي انطباعاً عاماً عن الإسلام بأنه دين الرِّفق واللُّطْف، وتجعل من تلك الأخلاق الكريمة
سمة بارزة لهذا الدّين، وصفة مميِّزة لأتباعه، وحينما يلتزم المسلم بتلك
الأخلاق : الرِّفق واللِّين واللُّطْف والأناة من خلال سلوكه وممارساته ومعاملاته مع الآخرين، تظهر من خلاله هذه السِّمة، فيكون المرآة الصادقة التي تعكس الإسلام الحقيقي، ويدل على هذا قصة الأعرابي الذي بال في المسجد.
3- تحبيب الناس بشرائع الإسلام وتكاليفه: لم يرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم رسولاً ولا معلِّماً إلا أوصاه بأن يترفَّق ولا يتشدّد، وأن ييسّر ولا يعسّر، وأن يبشِّر ولا ينفِّر، وبهذا انشرحت القلوب، وأحبَّ الناس الإسلام، ودخلوا فيه أفواجاً.
عن سعيد بن أبي بُرْدة، عن أبيه، عن جدّه قال: لمَّا بعثَه رسولُ الله صلىالله عليه وسلم ومعاذَ ابنَ جبل قال لهما:(يسِّرا ولا تُعَسِّرا،وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا... الحديث.
وعن أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وسكِّنُوا ولا تُنَفِّرُوا)). قال ابن حجر: (( في الحديث: الأمر بالتيسير في الأمور، والرِّفقُ بالرَّعِيَّة، وتحبيبُ الإيمان إليهم، وتركُ الشِّدَّة؛ لئلا تَنْفِرَ قلوبُهم، ولاسيما فيمن كان قريبَ العهد بالإسلام، أو قاربَ حدَّ التكليفِ من الأطفال؛ ليتمكَّنَ الإيمانُ من قلبه، ويتمرَّنَ عليه،وكذلك الإنسان في تدريب نفسه على العمل إذا صدقت إرادتُه لا يُشدِّدُ عليها، بل يأخذها بالتدريج والتيسير، حتى إذا أنست بحالة داومَتْ عليها نقلَها لحالٍ آخر، وزاد عليها أكثر من الأولى حتى يصل إلى قدر احتمالها، ولا يكلفها بما لعلَّها تَعْجِزُ عنه)
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .