سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق" الحلقة 76
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والسبعون في موضوع (الرفيق) من اسماء الله الحسنى وصفاته
وهي بعنوان : ومن الشواهد الصحيحة :
ومن الشواهد الصحيحة من أحاديث الرسول ﷺ ما يلي: قال ﷺ في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة مرفوعاً:اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل [رواه ابو داود: 1238، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 1228]. وإن قل لا يعني أن ينزل إلى درجة المحرمات، أو يعني تترك الواجبات، لا، أنت ملتزم بالواجبات، ومنته عن المحرمات، لكنك ما تأخذ من نوافل الأمور أشياء أكثر من التي تطيقها نفسك بغير تدرج:اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل فحتى لا تصبح المسألة حماس واندفاعية مؤقتة تنتهي بعد فترة قصيرة من الزمن، لا بد من الرفق في أخذ الدين، هذا جانب يدخل فيه أيضاً الرفق في طلب العلم،بعض الناس يريدون أن يطلبوا العلم يتحمسون، يتحمس من كلمة يسمعها، أو خطبة، أو شريط، أو يفكر في نفسه، فيرى أنه مقصر جداً في طلب العلم، فماذا يفعل؟ يذهب ويشتري هذه المجلدات الضخمة التي ليس عنده قدرة على فهمها والقراءة فيها، ويقول: أنا سأقرأ اليوم خمس ساعات، وسبع ساعات، لابد أن أجلس، وأجلس، وأجلس، وأجاهد نفسي حتى، من البداية هكذا لا يصلح، لا بد أن ترفق بنفسك، فتأخذ الكتب بالتدرج، الأسهل فالأصعب فالأصعب، وهكذا، تأخذ الأشياء الواضحة في المعنى المبسّطة في الأسلوب، ثم بعد ذلك ترتقي في قراءتك وفهمك حتى تصل إلى المستوى الذي تقرأ فيه أصعب الكتب، وهذا لا يعني تثبيط وتخاذل، لا، وإنما يعني سلوك الطريق الصحيح، والنهج السوي المتوسط في مثل هذه الأمور.
الرفق مع الأصدقاء والإخوان :
النوع الآخر الذي يدخل فيه الرفق: الرفق مع الإخوان، الإنسان منا له أصدقاء وله زملاء وله إخوان في الله، أناس كثيرون له علاقة بهم، هؤلاء الناس لابد أن يرفق بهم،لا بد أن يكون رفيقاً معهم،ماذا قال الله -عزوجل- لرسوله ﷺ؟ :وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 215].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .