سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق" الحلقة 6

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع ( الرفيق ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : تعريف الرفق وما يستنتج منه  :

إنَّ عدم الالتزام بتعاليم الإسلام بسبب ضعف الوازع الديني، يجعل البعض مفرّطين في أحكامه وتعاليمه التي من جملتها: الآداب والأخلاق.

إلا أن صنفاً آخر من المسلمين مشكلتهم مع الأخلاق مختلفة، فهم يسيئون

الفهم للدّين، فينعكس هذا سلْباً على سلوكهم، الذي تحتلّ الأخلاق منه

موقعاً هامّاً.

فمن الخلل أن يكون المسلم انتقائياً في تعاليم الدّين، يأخذ منها ما لا يتعارض مع مصالحه الشخصية، ورغباته النفسية، ويلقي عرض الحائط ما وراء ذلك. ومن الخلل أن ترى المسلم ملتـزماً وهو يصلي في المسجد، غير ملتزم في معاملاته وتصرفاته خارجه.

ومن الخلل أيضاً أن يكون مفهوم الأخلاق عند المسلم على أنها شيء ثانوي لا أساسي.

ومن الخلل كذلك أن يكون الدين موزَّعاً عند المسلم بين فرائض وواجبات

فيقوم بأدائها، وبين آداب وأخلاق وفضائل، وهذه يخيَّل إليه أنه لا يعاقب على تركها.

إن التزام المسلم بالأخلاق الكريمة، يعكس الصورة الحقيقية لدينٍ ظلَّت الأخلاق من أبرز خصائصه، ناهيك عن أنه لا صلاح لهذه الأمة، ولا خلاص لها من التناحر والتدابر والخلاف والفُرقة، إلا بنبذ الأنانيّة وسائر الأخلاق الرذيلة والعادات الدنيئة، والعودة الصادقة إلى الأخلاق الإسلامية النبيلة.                                                                                                                              وفي هذا البحث دراسة لخلق إسلامي كريم، طالما تردّد على الألسنة، واهتمَّ له العلماء، وشحنوا به أحاديثهم ومؤلّفاتهم، ألا وهو الرِّفق، السلوك الغائب عن حياة كثير من المسلمين، حتى غدا البعض لا يترفَّقون بأنفسهم ناهيك عن الترفُّق بمن حولهم، ولا يرحمون أنفسهم فضلاً عن رحمة الآخرين!. وغدا البعض يفسّرون الرِّفق: ذِلَّة، والرِّقَّة والرَّحمة: ضعفاً، والأناة: كسلاً، والمداراة: نفاقاً، واللين والسهولة واللطف والعطف: أموراً تنافي الرُّجولة!. وربما فسّر هؤلاء أو أمثالهم الفظاظةَ والغِلْظة والقسوة: رجولةً، والتشدُّد: تمسكاً والتزاماً!.

انقلبت المفاهيم فانقلبت الأحوال، فلا حول ولا قوة إلا بالله، علماً بأنه لا خلاص ولا صلاح إلا بتصحيح المفاهيم، ومن ثَمَّ تجسيدها واقعاً في حياة الأمّة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .