سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق" الحلقة 5

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة في موضوع ( الرفيق ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : تعريف الرفق وما يستنتج منه  :

فإنه لا يخفى لدى المتأمّل في حاضر الأمة مدى المعاناة التي تعيشها، والتي تتمثَّل في أبرز جوانبها بالتّقصير الواضح في جانب الأخلاق!.

فالصِّدق، والصَّبر، والتَّسامح والعفو، والتَّعاون والنُّصْرة، والرَّحمة، والوفاء، والإيثار، والإحسان، والبذل والعطاء، والعطف والحنان... وسائرُ المعاني الجميلة، والأخلاق الفاضلة: أمسَتْ في حياة الناس بضاعة نادرة، وفي بعض الأحيان معدومة!!.

ولو سألت أيَّ مسلم: صغير أو كبير، رجل أو امرأة، ملتزم أو مقصّر عن الأخلاق وأهميتها في الإسلام، لوجدت عنده قدراً كافياً من العلم.

ولرأيته على ذُكْر بأن الإسلام دين الفضائل والمكارم، يحبُّ معالي الأمور ويدعو إليها، ويكره سفاسفها وينهى عنها، حسَّن الحسن ورغَّب فيه، وقبَّح القبيح ونهى عنه، فلا يوجد خلق كريم إلا والإسلام حثَّ عليه، ولا خلق

ذميم إلا وحذَّر منه.

ولما جاء الثناء من الله تعالى على نبيِّه وصفوة خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، جاء الثناء على أخلاقه، فقال تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.

وعرَّفنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بخيار الأمّة، وذكر أبرزَ صفةٍ لهم استحقّوا بها هذه الخيرية، فكانت الأخلاق، يقول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من خياركم أحاسِنَكُم أخلاقاً )) رواه البخاري ومسلم.

ومع هذا، فالكلُّ يعلم أن في المسلمين اليوم من لا يعرف إيثاراً وإحساناً

ورحمة وحناناً، وفيهم من يقطع الأرحام، ويسيء إلى الجوار، وفيهم من لا يُوقِّر كبيراً ولا يرحم صغيراً، وفيهم... وفيهم...

ناهيك عمّن اعتاد الكذب وخُلْفَ الوعد، أو تفنَّن في أساليب الخداع والغش، أو غير ذلك من العادات والأخلاق الرذيلة، وهم ينتسبون لخير أمة أخرجت للبشرية، يقول نبيُّها وهاديها صلى الله عليه وسلم: (( إنما بُعِثْتُ لأتمِّمَ صالح الأخلاق )). فلماذا صار واقعنا هكذا؟

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .