سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق" الحلقة 2

نبذة عن الفيديو

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع ( الرفيق ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : المقدمة :

قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي : ومن أسماء الله تعالى [الرفيق] أي في أفعاله وشرعه .

ومن  تأمل ما أحتوى شرعه من الرفق, وشرع الأحكام شيئا بعد شيئ وجريانها على وجه السداد واليسر ومناسبة العباد, وما في خلقه من الحكمة إذ خلق الخلق أطوارا ونقلهم من حالة إلى أخرى بحكم وأسرار لا تحيط بها العقول وهو تعالى يحب من عباده أهل الرفق, ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف  ، والرفق من العبد لا ينافي الحزم فيكون رفيقا في أموره متأنيا ومع ذلك لا يفوت الفرص إذا سنحت ولا يهملها إذا عرضت أ هـ

   لقد تكاثرت النصوص التي تحث على الرفق وترغب فيه حتى جعل من لا رفق معه كمن لا خير معه , أخرج الترمذي في جامعه من حديث

أبي الدرداء مرفوعا ( من أعطي حظُه من الرفق فقد أعطي حظُه من الخير , ومن حرم حظُه من الرفق حرم حظُه من الخير ) ، وأخرج مسلم في صحيحه من حديث جرير مرفوعا  ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) .

ولهذا إذا رأيت أهل بيت رزقوا الرفق فأعلم أن الله أراد بهم خيرا, أخرج

 أحمد في مسنده من حديث عائشة مرفوعا ( يا عائشة أرفقي فإن الله إذا

 أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق ) .

   بل إن الرفق يزين الشيء وإذا فقد شانه  ، أخرج مسلم في صحيحه من حديث عائشة مرفوعا  ( إن الرفق لا يكون في شيئ إلا زانه ولا ينزع من شيئ إلا شانه ) ،  إن الرفق يكون في معاملات الإنسان كلها بدءا بالدعوة إلى الله ألم نسمع أمر الله لموسى وأخيه عليهما السلام عندما أمرهما بالذهاب

إلى فرعون { اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} ، وأخبر جل في علاه أن ترك الرفق واستخدام العنف والفظاظة يجعل الناس ينفرون من الداعية حتى  ولو كان رسولا من الله { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب ....} الآية

   ألا ليت شعري كم نفر كثير من الناس عن الدين بسبب الفظاظة وقلة الرفق ، فكما أن الرفق مطلب شرعي وهو داخل في شؤون المسلم كلها فالرفق  مطلوب من المسلم مع أهله ، أخرج الترمذي في جامعه من حديث عائشة مرفوعا (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .