سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الرفيق" الحلقة 1
نبذة عن الفيديو
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته،ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} آل عمران / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } النساء / 1 ,{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ،يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} الأحزاب / 70 ، 71 وبعد :
فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الرفيق ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : المقدمة :
إن الناس في حياتهم فُطروا على المعاملة فلا يمكن للعبد أن يعش لوحده بل لا بد له من أناس يأنس بهم ويتداول معهم مصالح الحياة .
قال تعالى: { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} أي يعمل بعضهم عند البعض فيتبادلون المنفعة,ولهذا لا تدوم المعاملة بين الناس إلا بأمر عظيم,حض عليه الشرع المبين , وبدونه تنفصم عرى المعاملة , ومن فقده فلا يكاد يجد من يتعامل معه في هذه الحياة. إنه الرفق , الذي به تزدان المعاملة وتحلو الصحبة , ويتنافس الناس في العطاء والخدمة , بروح طيبة ونفس سهلة مع حسن ظن بالجميع,
وهو ضد العنف وهو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل في المعاملة, إن الرفق في الأمورثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق, ولا يحسن
الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال
إن بعض الخلق يضع للرفق معنى خاطئا,ظنا منه أن الرفق لا يكون فيه غلظة ولا شدة , ولا انتقام , وهذا خطأ ، فالرفق مثلا في سياسة الدابة يكون أحيانا بضربها,وفي تربية الأولاد كذلك وأحيانا بهجرهم وزجرهم ، وهذا الشرع المطهر جاء بقتل القاتل وجلد القاذف ونحو ذلك.. قال سفيان الثوري رحمه الله الرفق: أن تضع الأمور في مواضعها ، الشدة في موضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه أ هـ بهذا يتضح لنا انه لا بد من مزج الغلظة بالين والفظاظة بالرفق كما قال الشاعر: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف في موضع الندى
فالمحمود وسط بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق ,ولكن لما كانت
الطباع إلى العنف والحدة أميل , كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .